نؤمن كلنا ان هذه الدنيا ماهي الا نقطة عبور الى حياة ابدية اما في جنة الخلد او في النار ونعلم ان عندنا زمنا يسيرا للعيش فيه مهما طال ومهما فصر سننهي ما كتب الله لنا ان نعيشه ومن ثم نموت ونحن كبشر كل في هذه الدنيا سائر على اهدافه وعلى احلامه ولا يهم من يحققها او من يخفق في تحقيقها وكلنا من يوم الى اخر نتعلم اشياء جديدة في هذه الحياة بطريقة او بأخرى ويجب ان يكون هذا هو منهجنا لأننا بكل بساطة امة اقرأ.
ربما يتفاجأ الكثير من عنوان المقالة ولكن ببساطة يجب ان يكون هذا هو هدفنا في الحياة ان نكون احياء بعد مماتنا نعم نحيى بأن يذكرنا الناس بعد موتنا ان نترك بصمتنا في هذه الدنيا ان نكون ايجابين ونستغل اعمارنا ونستثمر فيها لتدر علينا المنافع بعد الموت وتنفعنا يوم العرض امام الله عز وجل.فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم هذا هو منهج رسولنا الكريم الذي علمنا اياه لن اتكلم عن الصدقة الجارية وعن الولد الصالح ولكن سأتحدث عن العلم النافع وكيف نحيا به بعد مماتنا.
الكثير منا متعلم او حامل لشهادة جامعية او حتى شخص عادي ولكن عنده معلومات في مجال ما ولكن لا ينتقل بمعلوماته الى المرحلة الثانية وهي تمرير ذلك العلم الى الاخرين ومحاولة توصيليه اليهم في ابسط الطرق اليوم نحن في زمن شبكات التواصل الاجتماعي وفي زمن اصبح العالم فيه اشبه بقرية صغيرة ولكن نرى الكثير منا يبخل بمعلوماته ولا يشاركها مع غيره اما انقاصا من قدره او تكبرا من نفسه او حاجة اخرى لا نعلمها .لكن لو يعلم كل شخص فينا ان هذا العلم ما هو الا هبة من الله عز وجل يهبها لمن يشاء من عباده وينزعها منهم متى شاء بل بالعكس من ذلك سيجد الشخص المعلم متعة وراحة وطمأنينة عند مشاركة معلوماته مع الاخرين ومن ثم أي معلومة ستعلمها لغيرك ستكون سببا في احياك في ضميره في حياتك وفي مماتك وان تعلم الناس العلم النافع وتدلهم على الخير وعلى فعل المعروف فإذا علم الناس وانتفعوا بعلمك بعد مماتك فإن لك أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء لأن الدال على الخير كفاعل الخير وهذا دليل على بركة العلم وفائدته في الدنيا والآخرة. وتكون حيا في مجتمعك وفي من عرفتهم وكلما زاد علمك وزادت دائرة نفعك للغير زادت بذلك مكانتك في الامة وتصبح بإذن الله نورا لها وتحيا بعلمك.
حتى لو نعود الى زمننا هذا هناك الالاف من الشخصيات التي نحيها كل يوم اما من امتنا الاسلامية او حتى من العالم بأسره فلا يمكن ان نتكلم عن الحديث وعلومه دون ان نحي في مجالسنا الامام النووي رحمه الله نحيه في مجالسنا وهو الذي لم يعمر في الحياة الا 45 عاما .
وحي هو ابن الهيثم بعلومه واكتشافاته التي مازالت معتمدة الى الان والاف الامثلة التي لو ذكرناها كلها لألفنا فيها مجلدات ومجلدات.
فمالذي يمنعنا نحن لنكون أحياء بعد موتنا لنفد ولننشر المعرفة في كل من نعرف ومن لانعرف لنتشارك معارفنا بيننا لنساهم في بناء امتنا بالعلم النافع ويجب ان نذكر اننا ولدنا عادين ككل البشر ولكن اسلامنا وحضارتنا توجب علينا الا نموت كذلك يجب ان نساهم في بناء هذه الامة ونرجع شيئا من بريقها. ما اجمل ان تكون حيا بعد مماتك.