سمع الشاعر أو كما لُقّب (شاعر الملك ) أحمد غزاوي رحمه الله المتوفى عام 1401هـ .سمِعَ أنّات حفيدته ( بنت ابنته) وهي في حال ولادة متعسرة وذلك ليلة 30 رجب 1388هـ وهي أول ولادة لها وقد فقدت (جنينها) فقال هذه الأبيات وقد عاش الموقف الأليم..
هَولٌ كأن الذرّ من تفجيره طُويت به الدنيا بنفخةِ صورِهِ
وبِذاتِ حملٍ لم تكن إلا كما جاء الربيعُ بنفحِهِ وزُهورهِ
حَملت ولم تَكُ قبل ذلك لابست ألم المخاضِ بويلهِ وثُبورهِ
حَسِبَتْهُ سَهلاً وهي في أَطيافِيها عَنيت بما تحبوهُ من تحبيرِه
وترقبت إهلالهُ في غِبطَةٍ تَعتدُّ مايكسوه يوم بدورهِ
واستبشرت وتربصت وبدا لها متبسماً في مهدهِ وسريره
وقضتْ شهوراً في الرؤى خلاّبةً وتراه في آصالةٍ وبكوره
وتقر عيناً أنها بوليدِها في نعمةٍ مُزدَانةٍ بِحُبوره
وترقبتهَا ساعةً مامثلها في (الطلق) إلا الموت في توهيره
فانقض يمخضُها وكل فريصةٍ منها تكاد تجز من تفزيره
وكأنما هي في احتضارٍ خانقٍ دوى الصدى بنذيره ونفيره
وحيالها اشتف التأوه أهلها وعلا(التضرع) صاعداً بأثيره
ومضت بذلك ليلتان وماهما إلا المعاد بذرعه وذعوره
(الطب) فيها عاجزٌ متهيب و(طبيبه) متحيرٌ بغروره
ورأى الضياء جنينها مستصرخاً مما تخبط فيه من ديجوره
ماكان إلا وهو في غمراته (أنثى) احتواها قبرها بشفيره
صرخت وأعيت وارتمت وتململت بلجاء طوّقها الحِمام بنيره
و(الأم)في الوهن الـمـضاعف ُهمها أن يسلم (المولود) بعد عبوره
فإذا بها تُمنى بمالم تحتسبْ من صمتهِ وخفاته ومصيره
ويزيد ذلك من تأزم بؤسها وشقائها في(كبدها) وجذوره
وتخرّ مجهشة فلولا أنها رهن البلى لعدت إلى مقدوره
فانظر إليها ةلادموع دماؤها تُبْكِي الجماد وإن قسا بصخوره
وكأنما قلبي لها من (رحمة) قد ذاب حتى لا يعي بشعوره
هذا وما للمرء في ضرّائه إلا الذي يمحو الظلام بنوره
رحماك رب العالمين فما عسى للبؤس إلا أنت في تبصيره
(فرطٌ) إلى الفردوس إلا أنه كالجمر في إحراقه وسعيره
والله أرأف بالعباد ومالنا إلا به وزر إلى تيسيره
ما ان لنا غير الرضا بأمره مهما قضى بوروده وصدوره
يامن تمزق كبدها وفؤادها وبها تلظى الحزن في تنوره
(بشراك) بالحسنى وأنتِ سليمة وثقي (بلطفاالله)في تقديره
وتذرعي بالصبر طوعاً واسجدي لله حمداً واصدعي بشكوره
