انزل الله عز وجل شريعة السماء لتكون نوراً تَهتدي به الإنسانية في شتى مجالات حياتها وتتحقق من خلالها سبل الأستقرار والسعادة فكل طريق يُضاء بنبراس الشريعة هو طريق خير وفلاح 

وإذا ما خَفَتَ هذا الضياء تاهت البشرية في مسالك الكَبد والمشقة 

التربية الأسلامية تعمل كموجه للعملية التربوية والمناهج التعليمية والبرامج الإرشادية للفرد والجماعة محققة ما نصبوا إليه من إعداد الإنسان الصالح الذي يُعتبر قدوة لغيره من البشر في الإستقامة والخُلق 

في التربية الأسلامية كنوز تحتاج لمن يَصْدُق معها ويُحسن النية في التصدي لمهمة العناية بالجوانب التربوية التي تحويها ليقدموها للعالم فيستفيد منها علماء النفس وعلماء الأجتماع وعلماء التربية بل يستفيد منها كل إنسان ليربي نفسه ومن تحتَ يده من الأولاد 

للمربين والتربويين القائمين على مؤسسات التربية وإدارتها ليتبنوا سنة الله في التغيير [ إن الله لا يغيّر ما بقوم من أحوال أسيفة حتى يغيروا ما بأنفسهم من معتقدات وأفكار ومفاهيم واتجاهات وطرائق تفكير وقيم ومعايير ويحسدون هذا التغيير في مناهج التربية والتعليم وطرائقها وتطبيقاتها وصفات العاملين فيها والقائمين عليها واستبدال ذلك بنماذج مختلفة قادرة على رد إنسانية الإنسان المسلم التي شوهتها مؤسسات تربوية أرسى أصولها ووضع مناهجها وتطبيقاتها بعوث وخبراء الأستعمار الثقافي فكانت ثمرة ذلك إخراج اجيال لم تتقن إلا العزيمة والتثاقل إلى الأرض والركون إلى ثقافة الأستهلاك 

التربية الأسلامية تنفرد بينابيع متدفقة ينهل منها كل تربوي حصيف يُحسن استقلالها ويُجيد استنباط الفوائد منها فيخرج لنا جيلاً على منوال السلف الصالح 

التربية سنة الحياة  والتغيير كذلك ويتعين أن نتعلم بالرفق ونطور بحكمه هكذا نقدم للمجتمع فنون التعليم والتأثير والتنوير بعيداً عن الشدة والتطرف والتنطع وبهذا المنهج الناصع صار الأئمة الأعلام منارات الإسلام 

رقية الحارثية