الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
فما إن ألقى فيروس كورونا بظلاله إلا وخرجت علينا فئتان أخطأتا الطريق.
الفئة الأولى: المرجفون
وهولاء لا هم لهم إلا نقل الشائعات و تدويرها. لا يقرّ لهم قرار ولا يهدأ لهم بال إلا بنشر الرعب بين الناس..سلاحهم في ذلك الفهم السقيم والطبع اللئيم. ينشرون الكذب والمغالطات ويشككون في عمل الجهات الحكومية العاملة.يتعمدون نشر الإشاعات والأخبار المزعجة بقصدالإرجاف. لم يمنعهم علمهم وشهاداتهم من هذا الفعل المشين . ويتبعهم في ذلك سذّج لا يعلمون نتائج أفعالهم. فهؤلاء وشائعاتهم أشد فتكًا وأكثر ضرراً من فيروس كورونا.
وأذكرهم جميعاً بقوله ﷺ: ( كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ). وبقوله ﷺ؛ (لا يحلُّ لمسلِمٍ أن يروِّعَ مسلِمًا).
والفئة الثانية: المرتجفون:
وهم الخائفون القلقون. تجد أحدهم يتابع بقلق أعداد الإصابات محلياً وإقليمياً وعالمياً ويستخرج نسب الوفيات. قد ملأ الخوف قلبه وسكن الفزع فؤاده لا يهنأ بعيش ولا يهدأ له بال. تعلق قلبه بالمخلوقين ونسي الخالق سبحانه وتعالى.
وأذكر هؤلاء بقوله ﷺ: ( واعلمْ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئَكَ وما أخطأكَ لم يكنْ ليصيبكَ )
وللجميع أقول:
لنحسن الظن بالله .. ونثق ونطمئن ونعمل بالاجراءات الاحترازية فنحن في دولة همها الأول صحة وراحة المواطنوالمقيم. دولة تعمل لمواجهة هذا الوباء بكامل أجهزتها ومؤسساتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ورجالهمالثقات.
ولنقف وقفة تأمل وفهم لقوله تعالى:( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: ( ولنا الرجاء بأنّه لا يكتب لنا إلا ما فيه خيرنا العَاجل أو الآجل ،لأن المولى لا يرضى لمولاه الخزي )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم: عوض الله بن زحيم العالي السلمي