كتب المدون فؤاد الفرحان عن موضوع الوحدة * وابدع في ما كتب وما نقل وكأنها مرجع لما قيل عن هذا الشعور. وهو ما أثارني أن أكتب عنها.ولعلها أحد شرور العصر حيث يوهمك هاتفك النقال بأن حولك الجموع والمعارف الذين يصل عددهم الألف بينما لن تجرأ على محادثة أحدهم لتقول له كان يومي سيئًا .

يبدو أن الوحدة قَدْر يولد مع البعض كما يولد مع بعضهم شامة لن تفارقهم. و من كان هذا قدره فهو يشعر بخواء ونقص في منظومة علاقاته الاجتماعية ، لا يجد فيها ما يملأ هذا الفراغ . وأتمنى أن يكون اعتقادي هذا مجرد شعور احباط مؤقت وليس حقيقة .

يختلط الشخص بالناس ويجالسهم ويمضي معهم  لكن بلا إشباع روحي ثم تكون هذه السويعات حسرة عليه لأن الركض خلف السراب لن يزيده إلا عطش. وفي خضم هذا البحث سيتمسك كل مرة بأي قشة على سطح الماء حتى تنجيه. فيلتقي بالناس للثرثرة يقول فيها حديثاً لا يشبهه، فقط لمسايرتهم وتجزية الوقت. 

يعزو عراب التدوين السعودي فؤاد الفرحان سبب خوفنا من الوحدة وبغضها ناقلاً عن جبران قوله : "نخافها لأننا نخاف المواجهة والمكاشفة مع أرواحنا. سكون الوحدة يكشف لأعيننا خفايا ذواتنا العارية فنفر منها".

وأضيف له بأن كل واحد منا حرف من حروف سلم موسيقي ، لن تُسمع  الموسيقى وتصدح إلا بعزف حرفك ثم الحرف الثاني ؛ ونخاف من الصمت بعد أن نُلقي حرفنا ، نريد نغمة بعدنا ترد علينا فنشعر بقيمة وتكتمل الموسيقى.

وقد نعزف حرفنا الخاص والغريب  من خارج النوتة الموسيقية فلا يستطيع الذي بعدك أن يقول نغمته وإن قالها صار الواقع نشازاً وتشعر بأن نغمتك مجرد صوتاً مزعجاً لا يريده أحد.

وتدخل في صراع مع ذاتك ، هل أنا حرف موسيقى جيد لكن لم يجد ما يناسبه أم أنا حرف تم نسخه بالخطأ ويفترض مسحه وتعديله !


* تدوينة فؤاد الفرحان