Image title
وردة الواقعــية السـحريةبقلم د. طـارق رضــوان

"الحبّ يا صغيرتي لغز هذا الكون .. لا يمكن أن نعرفه بل يجب أن نعيشه ونغوص في كلّ تفاصيله، فقط ابحثي عنه واعثري على توأم روحك، أكملي معه الطريق ليبيض شعرك معه ولتتقاسما الحياة سويّا وإن حدث وأن متّ قبله أوصيك يا ابنتي أن تجعلي القبر مثل قلبك مفتوحا له حتى لحظة اللقاء.  "  (الحبّ والظلال  إيزابيل الليندي).

أنها تؤكد أن "الشيء المثير الوحيد هو الحب ذاته، عندما يحل الحب لا يهم العمر، أو فقر الفرص، أو بطء الجسد.. والحب مثل الحظ يصل حينما لا يستدعيه أحد، يجعلنا مشوشين، ثم يتبخر كالضباب حين نحاول الإمساك به".

إيزابيل الليندي كاتبة تشيلية اشتُهرت برواياتها العالمية مثل The House of Spirits، City of the Beasts وPaula. تصنّف كتاباتها في إطار الواقعية السحرية التي تجمع بين الواقع وعناصر مفاجئة من الخيال، وتقارَن أعمالها غالباً بأعمال غابرييل غارسيا ماركيز Gabriel Garcia Marquez، الروائي الكولومبي الشهير الذي يكتب تحت إطار الواقعية السحرية أيضاً.

فهي تنثر الحياة لقرائها  وتقول عن الكتابة   وفضلها:

 "هي تفحص طويل لأعماق النفس، رحلة إلى أشد الكهوف عتمة، وتأمّل بطيء. إنني أكتب ملتمسةً في الصمت، وأكتشف في أثناء الطريق أجزاء من الحقيقة، نتفاً صغيرة من الزجاج تتسع لها راحة اليد وتبرر مروري في هذه الدنيا".

إيزابيل الليندي كاتبة متفردة ، فهى تعيدك إلى زمن البدايات الأولى عندما كان الإنسان حرّا لا يطلب من الحياة سوى المحبة والسلام قبل أن تتحول هذه القيم إلى سلع قابلة للبيع والشراء.  لقد أضفت على شخصيات أعمالها مسحة خرافية وسحرية، شخصيات تتحرك على صفيح ساخن وخطر يهددهم الموت وعبث الأقدار وقودهم في رحلة المخاطر أو رحلة الحياة الحبّ نعم الحبّ فقط.

فرواية "الحبّ والظلال": تمثل  تلك المرايا المتقابلة بين الموت والحياة والحبّ، وتلك الصور المشوهة من الديكتاتورية والظلم التي تعرض لها الإنسان التشيلي.

وتبدو روايتها "أفروديت" أقرب إلى مائدة طعام، حيث إن أفروديت وفقًا للأساطير اليونانية القديمة هي إلهة الحب والجمال والشهوة، والأفروديتي هو أي نشاط يثير الرغبة بالحب. وتشكل رواية "أفروديت "استراحة روائية بين أعمال أخرى كتبتها أكثر تعقيدا وتكمن أهمية هذه الرواية بالتحديد، ليس لموضوعها عن علاقة الحب بالطعام، ولكن بالطريقة الساحرة التي تكتب بها إيزابيل الليندي التي تقول: "نجح معي التداوي بالكتابة حول الحب والغذاء".

وتشير الليندي إلى أن بعض الثقافات تنصح بالامتناع عن تناول أطعمة دسمة، حتى يتحقق الوصول إلى الصفاء والإلهام، بدعوى أن الطعام الثقيل على البدن يضفي بدوره ثقلًا على الروح أيضًا، ما يقف حائلًا بين من يسعى للوصول إلى حالة من التجلي تستلزم خفة في الروح بالأساس، إذ اكتشفت الليندي أن النهم هو طريق مستقيم نحو الشبق، وإذا ما جرى التقدم فيه أكثر قاد إلى ضياع الروح، ولذلك فإن الرهبان والمتصوفين ورجال الدين من كل الثقافات المختلفة الذين يتطلعون إلى الكمال الديني لا يهتمون كثيرا بالطعام، فهذا من وجهة نظرهم يحمي أرواحهم من الذهاب بعيدًا، ويجعلهم يسيطرون على شهواتهم.

ثمة فرق شاسع بين الواقع والأسطورة, عند تناول الواقع المأساوي للهنود الحمر وهم يسطرون مشهداً مروعاً في تحديهم لقوى الطغيان والشر , قوى متسلحة بكل خبث ودهاء وأسلحة فتاكة ,أتت بزعران العالم كي يغتصبوا الأرض وثرواتها ويسحقوا أهلها , وتأتي الأسطورة لتنسج منها مقاربة واقعية صادمة , هذا ما قدمته الروائية التشيلية إيزابيل الليندي في روايتها (مدينة البهائم).

مازالت إيزابيل اللنيدي ترمي شباكها على بقاع شاسعة من الكرة الأرضية ,هي القوى المتنفذة والمستبيحة للبشر والطبيعة , في عالم يضج بالجشع والنهب لثروات أمم وشعوب ما زالت تعيش بحالة فريدة وتآخ مع الطبيعة , فهم أبناؤها البررة الذين يدافعون عن روح الطبيعة البكر , الطبيعة غير الملوثة بمفرزات الحضارة الحديثة,ولكن أصحاب القوى الخفية تحاول بكل ما تمتلكه من أسلحة مرعبة أن تدمر الحضارة و كل جميل بحياتنا ,تحت ذرائع مخاتلة كاذبة مضللة باسم الحداثة والتطور العلمي لخدمة البشرية .

فما بين بهيمة "إيزابيل الليندى" الخرافية فى الرواية، وما بين بهائم الرواية من "البشر الحيوانيين"، وما بين بهائم" الفكر الأحاديين» الذين لا يعرفون ألوانًا أخرى، نمر فى حياتنا بالكثير من "الأحداث البهيمية".
وعلينا هنا أن نصنع من كل ما سبق إسقاطات على ما حولنا فى محيطنا الحياتى، فهؤلاء الذين لا يعرفون رأيًا آخر  لو ضل مسعاهم فى "الدراسة"، لهاجموا تعددية المناهج، ولو زاد فشلهم فى "العمل" لأتهموا نجاحك، ذلك لأن عقولهم " متوحدة" بهيمية داكنة لم تتسع يومًا لـ"الرأى الآخر".

رواية مملكة التنين الذهبي – إيزابيل الليندي

"مملكة التنين الذهبي” بلد مسالم غير معروف كثيراً، وغارق بين وديان الهميلايا الباردة. يعتنق سكانه البوذية ويعيشون حسب أعرافها وتقاليدها الطيبة المغرقة في القدم.

يقال بأن في تلك المملكة تمثال قيم وغامض لتنين ذهبي قادر على التنبؤ بالمستقبل، ويرشد ملكها المحبوب من شعبه لما فيه خير الناس في أوقات الضيق. فتتابع من خلال رواية “مملكة التنين الذهبي” ما بدأته في “مدينة البهائم”، هاجسها الأساسي جشع الإنسان، وهي في ذلك تدعونا لنعيش مغامرة جديدة يمتزج فيها السحر مع الخيال، من خلال عوالم أبطال القصة، باكتشاف طريقة أخرى لفهم الحياة.

وأخيراً رواية "بيت الأرواح" تضع نصبَ أعيننا مدى سخافة الوجود الذي قد يقودنا لإلغاء غيرنا, ففي نهاية المطاف مصيرنا واحد وهو الموت, فلا داعي لكلِّ هذهِ الصراعات.

الوسوم:

إيزابيل الليندي/  بيت  الأرواح / مدينة البهائم/ مملكة التنين الذهبى / أفروديت / الحبّ والظلال