مهلا سادتي وسيداتي..
وأعيروني من وقتكم دقائق قليلة بغية وجه الله فقد يخرج من بين سطوري عبرة أو مغزى يجد من بين حضراتكم معينا ونصيرا.
فلا تتعجبوا أحبابي حين تتصفحوا أحد صفحات التواصل الاجتماعي اليهودية وتروا ما بها من لين القول القائم على دراسة إعلامية صهيونيه ممنهجة ومبرمجة تهدف إلى استعطاف شعوب الشرق والغرب وتجعل من العدو حليفا كما رأيت فى صفحة "أفيخاى أدرعى" المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية. ولم لا وقد رسموا لأنفسهم صورا من معسول الكلام عن شعب كافح من ظلم واضطهاد عبر أجيال لينجح فى بناء ماردا إعلاميا ضخم والذي بدوره يدافع عن حقه فى أرض يحاول العرب أن يسلبها منهم بينما هم أصحاب الحق فيها حسب زعمهم.
لكن أما أن لنا أن نحزن على حالنا وإعلامنا الهزيل الذى ترك مهمة الدفاع والتصدي لهذا المارد للأفراد العاديين غير المؤهلين إعلاميا من الشعب؟!! والعجب كل العجب حين نرى مثل هؤلاء بطيبتهم واندفاعهم الديني والوطني يحاولون أن يتصدوا لمارد عملاق قوى البنية بعود من كبريت معتقدين أن مثل هذا العود قد يحرق طاغية يدرك ما يفعل!!! فما يفعل السباب والاهانات أمام حجة وقرائن بعضها مغلوطة لكنها تم ترتيبها فكريا بحنكة إعلامية خطيرة.
وأمتد إعلامهم كالسم فى العسل ليجند ويزرع روح الخوف فى نفوس أبنائنا من سطوة البطل اليهودي الذى لا يقهر عبر أفلام الكارتون والعاب الأطفال زارعين فى النفوس فكرة شعب الله المختار.فهل كل هذا لا يستدعى الحذر والحيطة واليقظة؟!! ولنأسف على حالنا واستخدامنا الاختراعات حديثه كان من شأن مميزاتها أن تغير حالنا من جيد الى الأفضل لكننا أثرنا أن نستخدمها فى تفا هات الأمور ربما للتباهى وربما للتسالي.
من أبرز وسائل الإعلام الإسرائيلي الصحافة ، حيث تحتل الصحافة الإسرائيلية مركز الصدارة بين وسائل الإعلام والدعاية في إسرائيل ، فقد أدركت الصهيونية خطورة هذه الوسيلة ودورها في تكوين وتوجيه الرأي العام فعمدت إلى استغلالها والسيطرة عليها في أماكن كثيرة من العالم وتوجيهها الوجهة التي تخدم مصالحها وهو ما أكده الحاخام اليهودي Rerichornr في اجتماع سري أعده اليهود في مدينة براغ سنة 1869 بقوله : " إذا كان الذهب هو القوة الأولى فإن الصحافة هي القوة الثانية، ولكن الثانية لا تعمل من غير الأولى ، وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة، وحينما نستولي عليها نسعى جاهدين لتحطيم الحياة العائلية والأخلاق والدين والفضائل ".و قد استطاعت الصهيونيةعن طريق الصحافة التغلغل والتسلل إلى الحكومات الغربية، إضافة إلى تغلغلها في المنظمات والتشكيلات السياسية والاجتماعية ومراكز النفوذ والقوى الضاغطة . وتشير الإحصاءات إلى أن الصهيونية تمتلك ما يقرب من 1035 صحيفة ومجلة على مستوى العالم منها 254 في أمريكا وحدها
و158 في أوروبا و32 في أفريقيا، وتعتبر الصحافة اليهودية أوسع شبكة صحفية تصدرها مجموعة بشرية في العالم . هذا بالإضافة إلى سيطرة اليهود على أكثر وكالات الأنباء العالمية ، كما يتغلغلون في جميع وكالات الأنباء الوطنية في أمريكا والدول الأوربية الغربية .
الإعلام في الجيش الإسرائيلي .
فقد وضع الجيش الإسرائيلي برامجه التدريبية الإعلامية للتوجه الثقافي منطلقا من مبدأين أساسيين ..
أولهما : إعداد المواطن الإسرائيلي كجندي،
وثانيهما: عدم التمييز قدر المستطاع بين إعداد هذا المواطن للعمل في الجيش أو في الدولة؛ إذ عمله في الدولة في واقع الأمر مكمل لعمله في الجيش .
ومن أهم وسائل الإعلام في إسرائيل ما يلي :
1. محطة الجيش الإسرائيلي : وهي المحطة الإذاعية الوحيدة في إسرائيل التي لا تتبع مكتب رئيس الوزراء كباقي الإذاعات ولكنها تتبع رئيس هيئة الأركان العامة .
2. الحاخامية العسكرية : حيث يعتبر الحاخامات " رجال الدين اليهودي" من أهم وسائل الإعلام المجندة في الجيش الإسرائيلي .
ركزت الصهيونية العالمية ـ وبشكل هائل منذ قيام إسرائيل ـ على الدعاية لتكبير الدور الحضاري لليهود في المنطقة العربية على وجه الخصوص وفي العالم بوجه عام ، وكيف أن أبناءها اليهود غيروا مجرى الأحداث السياسية والعلمية في العالم مثل ماركس وفرويد وأينشتين ، والتأكد على أن إسرائيل حقيقة تاريخية ، وحجتها في ذلك أنها دولة قائمة ولها حق البقاء ، في حين أنها كما يقول المؤرخ ( هـ . ج . ويلز ) في كتابه ( تاريخ العالم ) ليست سوى سطور متناثرة في كتاب حضارة الشرق الأوسط الضخم الذي سطره العرب . وقد تمكنت الدعاية الصهيونية من ربط تصرفات العرب بما كان يفعله النازيون . وهذا التزاوج في الصورة يكفي وحده لإثارة النفور ضد العرب لدي الملايين من أهل الغرب الذين لن ينسوا ما أوقعه النازيون من خراب في الإنسان والإنسانية، وقد ساعدهم في ذلك عدم وجود دعاية عربية دفاعية أو مضادة لأن الوضع العربي الراهن يفتقر إلى استراتيجية موحدة .وترتكز الدعاية الإسرائيلية الخارجية على خمسة مرتكزات أساسية .
المرتكز الأول : ادعاء إسرائيل أن الصهيونية ليست سوى تعبير عن إيمانها بالعالمية .
المرتكز الثاني : إظهار إسرائيل بمظهر الدولة المحبة للسلام والراغبة في التعايش مع العرب، في مقابل إظهار العرب بأنهم يرفضونها كياناً وحضارة وشعبا، الأمر الذي يعطيها تأييد الرأي العام الغربي ودعمه .
المرتكز الثالث : ادعاء إسرائيل بأنها قسم من حضارة الغرب المتمدن ممزوجة بحضارة يهودية أصيلة، الأمر الذي يعطيها صورة فريدة تجعل الغرب راغبا في دعمها ومساعدتها على حقها التاريخي في الوجود .
المرتكز الرابع : تظهر الدعاية الصهيوني إسرائيل كدولة تؤمن بالمساواة بين الشعوب وبين أبناء الشعب الواحد ؛ لذا تظهر إسرائيل نفسها معينا ومؤيداً للشعوب والأقليات المضطهدة مثل الأكراد ـ الأقباط .
المرتكز الخامس : إظهار العرب بصورة رديئة وسيئة، سواء على صعيد الأفراد أو المجتمعات ـ فهي مثلا تصور الإنسان العربي بمظهر المتآمر ، الجبان ، الغبي الإرهابي ، المتخلف ... وغير ذلك . وتصف الدعاية الصهيونية النظم السياسية العربية بالديكتاتورية والتسلطية . كما تتهم الدول العربية بالعنصرية في التفرقة الدينية، وتعطي مثلاً على وضع الأقباط في مصر حيث تصفهم بأنهم مواطنون درجة ثانية، بالمقابل تبرز الدعاية الصهيونية الشعب الإسرائيلي بصورة مثالية ، فالمواطن الإسرائيلي هو دائما ذكي ـ شجاع ، محب للسلام ذو أخلاق عالية وأن إسرائيل هي واحة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط .
مواجهة الإعلام الإسرائيلي :
وحول سبل مواجهة الإعلام الصهيوني نؤكد على أهمية أن ينشط الإعلام العربي الخارجي، وأن يوظف جميع إمكاناته ووسائله من مكاتب إعلامية تابعة للسفارات العربية في الخارج والمكتبات ودور النشر، والصحف، ومراكز البحث العلمي ، والمعارض ... وغيرها للدفاع عن الشخصية العربية ودحض الافتراءات التي تلصق بها والعمل على تعرية تلك الافتراءات وكشف أهدافها ومروجيها أو العمل على قيام تعاون وثيق مع القيادات الرأي العام العالمي وعلى جميع الأصعدة بما يعود بالنفع على العرب والقضية العربية العادلة والمحقة وضرورة إنشاء مجالس ولجان من المفكرين والصحفيين وكبار المثقفين العرب لتسيير الإعلام العربي داخليا وخارجيا ، على أن يكون الإعلام العربي المحلي موحداً في العالم العربي بأسره بحيث يؤول إلى تعبئة الأمة نفسيا حول هدف إيجابي موحد وهو مقاومة إسرائيل .
أما الأعلام الخارجي فيجب أن يوكل به إلى نخبة من أهل الفكر والمعرفة والخبرة والاختصاص حتى يكون أكثر فاعلية . ومن المقترح أهمية قيام وكالة عربية دولية للأنباء، لأنه في حالة وجودها فإنها ستفوق بفاعليتها وتأثيرها كل الوسائل الإعلامية الأخرى وهذا يتطلب مساعدة مالية عامة وعاجلة من الحكومات العربية لأن معدل ميزانية وكالة أنباء دولية وعالمية يتعدى مئات الملايين من الدولارات سنوياً .