Image title


 هل ضاعت الهوية ؟ هل باتت لغتنا لا تعني لنا شيئا ؟ هل صرنا نخجل عندما نتحدث بلغتنا الأم في الاحداث العالمية ؟ هل أصبح من لا يجيد التحدث بالإنجليزية شخصا جاهلا ؟ هل من يتحدثون الإنجليزية بطلاقة هم أناس متحضرين ؟ ..

في هذا الزمان أصيبت الأمة الإسلامية بضعف شامل ، مما انعكس سلبا عليها في عدة نواحي مهمة و أبرزها اللغة ، ففي عصرنا الحالي باتت لغتنا تأن و تشتكي و تنادي بأعلى صوتها .. لغة القرآن .. لغة الرسالة .. لغة البيان .. فلتستيقظوا يا أهلها من القطيعة و الهجران ، لماذا تركتوني ؟ لماذا ضيعتموني ؟ أينكم من بلاغتي أينكم من فصاحتي أينكم من قصائدي ومن جمال طرحي ، إلى هذا الحد هجرتوني و تحدثتم بلغات غيري ، أتشعرون بالنقص حينما لا تمتلكون غيري ؟  لماذا .. لماذا؟ ..

لا شك بأننا مقصرين أشد التقصير في تمسكنا بلغتنا ، فشبابنا  لا يحسنون اللغة العربية بشكل جيد و لا يخلو حديثهم من عدة مصطلحات أجنبية ، و تجدهم يتفاخرون بإجادتهم التحدث  بلغات أخرى غير العربية  و هذا لا إشكال فيه ،  بل جيد بأن يتقنوا أكثر من لغة ، و لكن المشكلة تكمن عندما يخوضوا نقاشا في العربية فيستنجدون بلغات أخرى للتعبير عما بداخلهم  ، و كأن اللغة العربية لا تعني لهم شيئا !! ، و علاوة على ذلك فقد خصصت المؤسسات و المنظمات في البلاد العربية شروطا و من ضمنها إجادة الإنجليزية كشرط للقبول ، و لكنها لم تبدي ذاك الاهتمام للغة العربية ، و أيضا لا يخفى دور وسائل الاعلام السلبي تجاه هذا الشأن ، و الضحية في النهاية  هم شباب الأمة الذين علقت عليهم الآمال لاستعادة ماضي الأمة المشرق  و السعي قدما في سبيل ازدهارها .

قد تتساءل أخي القارئ ماهو سبب اختياري لهذا الموضوع خصوصا و أنه مستهلك و تم الحديث فيه كثيرا ، حقيقة وقع اختياري لهذا الموضوع كردة فعل مباشرة بعدما رأيت بأم عيني شابان عربيان !! يتخاطبان فيما بينهما باللغة الإنجليزية و دافعهم ليس التعيلم ،  بل عندما سألت أحدهم عن سبب ذلك ، اجابني بإجابة أقل ما يقال عليها (عذر أقبح من ذنب) حيث قال لي  بسبب سهولتها و كي لا استهلك وقتا في الحديث بالعربية ، فوقفت حائرا حينها و لم  أستوعب ما جرى أمامي ، مما سبب لي جرحا عميقا  من الداخل !!

فمختصر الكلام و خلاصة الحديث ، تمسكنا بلغتنا العربية لا يعني عدم تعلم لغات اخرى كالإنجليزية ؛ فاللغة الإنجليزية أصبحت في عصرنا الحالي لغة عالمية تستطيع التواصل بها في مختلف الدول ، و قد يحتاجها الطالب أيضا في حياته الأكاديمية ، فلا يوجد أي مانع  من تعلم الإنجليزية و عدة لغات أخرى ، لكن .. لكن ليس على حساب العربية !!

نبض الكلمة :                                           للشاعر : حافظ ابراهيم

 وَسِعْـتُ كِتَـابَ الله لَفْظَـاً وغَايَـةً . . . وَمَـا ضِقْـتُ عَــنْ آيٍبــهِ وَعِـظِـاتِ

   فكيـفَ أَضِيـقُ اليـومَ عَـنْ وَصْـفِ آلَـةٍ . . .  وتنسيـقِ أَسْـمَـاءٍ لمُخْتَـرَعَـات

بقلم : عمر الجمل