لم يأت بكم الاستكبار كما جاء بالذين من قبلكم – من المحسوبين على الطائفة السنية والقومية الكردية وغيرهما – لسواد عيونكم او لعظم خطركم , فلا قيمة لكم اذا اخرجتم من دائرة الوطنية والهوية العراقية والانتماء الشيعي ؛ اذ عندها ستكونوا مجرد اصفار لا قيمية حقيقية لها الا بإضافتها لبقية الاعداد .
وبعد الدماء الزكية وملايين الضحايا من العراقيين ؛ استجاب القدر وجاء الامر من قوى الاستكبار بضرورة التخلص من عميلهم صدام السفاح الذي فاحت رائحة جرائمه النتنة واصبحت تزكم انوف الاحرار في كل بقاع العالم عام 2003 , ودارت الدنيا وتغيرت الاحوال ؛ وصرتم من أول المستفيدين من التغيير واخر المتضررين منه ؛ فقد منحتم الرواتب الخيالية والتي تفوق رواتب نظرائكم في أغنى دولة في العالم ، وشرعتم قوانين واصدرتم قرارات كلها تصب بصالحكم ولا علاقة لها بهموم الاغلبية ومشاكل الشيعة اليومية ؛ ومنها : حصولكم على 80% من تلك الرواتب عند تقاعدكم حتى ولو خدمتم لأسابيع قليلة ، واسقطتم كافة القروض التي بذمتكم والتي تبلغ المليارات ؛ فضلا عن بقية الامتيازات الخيالية من بدل الايجار ومبلغ تحسين المعيشة والايفادات والجواز الدبلوماسي ومبالغ المنافع الاجتماعية ورواتب الحماية، والمستشارين، وصرفيات المكاتب التي تقدر بالملايين من الدولارات , وتعيين ابناءكم واقرباءكم ... الخ ؛ والبعض منكم اعمى الله بصيرته وابتلاه بالدونية والجشع والطمع , اذ لم يكتف بكل ما سبق , و صار يتقاضى الرشوة , ويبيع المناصب الحكومية العامة , وينهب ثروات البلاد عن طريق عقد المقاولات مع الشركات الوهمية والتي تقدر بالمليارات من الدولارات ؛ ويهرب العملات الصعبة وبمبالغ طائلة الى الخارج , ويتاجر بالمخدرات والدعارة والممنوعات , بل ان البعض منكم تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال تبديدهم للثروات النفطية والخيرات الوطنية والموارد العراقية بحجة الاستثمارات الاجنبية والخصخصة وغيرها , واتبعوا خطوات الشيطان حتى سقطوا في وحل العمالة والخيانة , وطالما تامروا مع الاعداء وافرجوا عن الاعداء واطلقوا سراح الذباحة والقتلة والاشرار من الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء الاغلبية والامة العراقية ... الخ .
هذه حصتكم من التغيير بينما كانت حصة الاغلبية العراقية الاصيلة ؛ المزيد من الويلات والتفجيرات الارهابية والمجازر الدموية والقتل على الهوية وحفلات الذبح الجماعي والتي طالت كافة مدن وقرى الاغلبية العراقية الصابرة... , و الازمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وانعدام الخدمات وتفشي البطالة والجريمة والجهل والمرض والتلوث البيئي وتخريب البنى التحتية ... الخ .
هذه الاموال المسروقة والمهدورة والتي تم تعمير محافظات الشمال والغربية بها , والامتيازات الباطلة ؛ ليست اموالكم ولا مواريث اجدادكم ؛ انما هي اموال الاغلبية وثروات المحافظات الشيعية ؛ وانتم مسؤولون أمام الله والتاريخ والاغلبية والامة العراقية ؛ فهي اموالنا واموال الاجيال القادمة من ابناء الاغلبية المغبونة والتي صرح ساسة السنة انفسهم بأنها الاكثر ظلما وفقرا وبؤسا وتضررا من عملية التغيير الراهنة ؛ فإن لم يكن لكم دين او شرف او هوية وطنية ، وكنتم لا تخافون المعاد والحساب كما تتدعون ، فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم وابناء جلدتكم , وصلحوا الاخطاء قبل فوات الاوان , وغيروا السيرة وهذبوا المسيرة ؛ فهذه اموالنا وليست أموالاً خاصة بالاعداء او مجهولة المالك كما يدعي البعض من المنكوسين ؛ كي يتبارى الجميع في هدرها وتبديدها والتسابق على صرفها على ما لا ينفع ؛ وانتفاع الاجانب والغرباء والدخلاء بها , وحرمان ابناء الاغلبية منها ...!!
لا زال البسطاء من ابناء الاغلبية يترحمون على الزعيم عبد الكريم قاسم لا لشيء عظيم قدمه لهم او مناصب عالية قلدهم اياها ؛ انما لمجرد توزيعه للأراضي ذات المساحة الضيقة ( 144 متر ) لهم فحسب ؛ فأبناء الاغلبية العراقية الاصيلة لا ينسون من يقف معهم بل يسندوه ويضحوا من اجله , فيا قادة وشخصيات الاغلبية انفقوا الاموال وابذلوا الخيرات واعطوا الحقوق لابناء الاغلبية , ولا يتطلب الامر منكم سوى اجراءات بسيطة جدا , ومنها حل مشكلة البطالة وذلك من خلال طرد العمالة الاجنبية وتشغيل شباب الاغلبية بدلا عن الغرباء والاجانب , وحل مشكلة السكن من خلال توزيع الاراضي في كل محافظات العراق لاسيما للأشخاص الفقراء والكسبة وغيرهم من شرائح الشعب , والاسراع ببناء المدارس والمستشفيات والجامعات والمصانع والمعامل الحديثة , وضخ عشرات المليارات في محافظات الوسط والجنوب والبدء بالتنمية والاعمار والنهوض العمراني والسياحي والاقتصادي والصناعي والزراعي ... الخ .
والله وبالله وتالله لو انفقتم اموالكم على شباب الشيعة وعملتم على رفع مستواهم التعليمي والثقافي والمعيشي والاقتصادي , وفسحتم المجال امامهم للمشاركة في العملية السياسية وصنع القرار ؛ لكانوا لكم درعا حصينا وسدا منيعا , ولسالت انهار من الدماء في سبيل الحفاظ على المكاسب السياسية ؛ وعليه اكرر وللمرة الالف : انفقوا الاموال على العشوائيات والقرى البائسة والاحياء الفقيرة وانهضوا بواقع الشيعة وعلى مختلف الاصعدة ؛ وان لم تفعلوا فأعلموا ان اموالكم وكل ما كسبتموه سيذهب في جيوب قوى الاستكبار والاستعمار والاجانب والغرباء , وستعيشوا بعدها اخساء اذلاء يتخطفكم الاعداء , ولات حين مندم .
ومن العيب والعار ان يعيش ساسة الاغلبية و قادة الفصائل وغيرهم في بحبوبة ورفاهية , وان يصابوا بالتخمة والاسراف والتبذير ؛ بينما يعيش اتباعهم وانصارهم في اسوء الظروف الاقتصادية والاحوال الاجتماعية , وان يعانوا الامرين حيث الفقر والمرض والجهل .
ولا يفهم من كلامي السابق ان اوضاع الاغلبية في ظل هذه الحكومات العراقية الديمقراطية كما كان في زمن حكم الحكومات الهجينة والدكتاتورية الغاشمة فلا وجه للمقارنة بتاتا , ولا يعني ان الاغلبية لم تحصل على اية مكاسب او حقوق ؛ بل القصد مما سبق انتشال فقراء الاغلبية العراقية من واقعهم المزري والنهوض بالمدن والقرى واعادة اعمارها بما يؤدي الى العيش الكريم الذي تعيشه شعوب الخليج وغيرها .