الساعة الآن 3:11 فجرًا حيث كانت ليلة غير جيدة حتى الأن بعد يوم منهك بلا نتيجة مُرضية ، ولاشك أن هذا مسبب للأرق وبالإمكان قبوله كعذر لساعتين أقضيها على سريري بين تصفح لتطبيقات هاتفي ومحاولات غير جادة للنوم.
تستحضر أفكاري هذه الفترة انقلاب الحال رأساً على عقب بشكل لا يمكن تخيل سرعته وكأن ذلك أحد تمظهرات عصر السرعة التي انعكست على كل شئ. سرعة أكبر وأتصال أجزاء الكون ببعضه يؤدي لتقلبات مفاجئة لكوكب كامل بين عشية وضحاها. كورونا ما هو إلا مثال.
ماذا عن الفرد الضعيف الذي تتجاذبه قوى من كل حدب وصوب تبدأ من قدرة سرعة الأنترنت التحكم بضغط دمه ومشاعره من رضى إلى غضب.
هل ستتغير حالتي من حالة التقلب هذه ( يوم جيد / يوم سئ) لحالة فيزيائية صرفة مثل حالة سائلة كما يحب زيجومنت باومان تسميه نظريته الإجتماعية، أو حتى أصبح غاز تذره الرياح.
كيف لا ؟ وأنا أرى الجماهير بسبب رأي تكفر بصنمها الذي تكاومت حوله تقضي وقتها مستمتعه به وهو يشارك يومياته بزهو و بكثير من الإدعاء والتمثيل حتى يصنع ما يمكن إتباعه ومشاهدته. وما إن تمل منه حتى تبدأ بركله في مأساة إنقلاب إنسان لغاز أو سائل يضيع بين أقدامهم.
وإن كنت لا أحب أصنامهم لكن قلبي يتقطع عليهم ألماً، وأعلم بأن سقوطهم كان موجعاً حد الإحباط والإكتئاب. فاليوم عليك أن تخاف كلما تعلو للسماء لأن السقوط سيكون أطول مدة وأكثر سرعة و ارتطام يفتت العظم.
على عقلاء هذا العالم أن يجتمعوا ويتفقوا ، فمثلما جعلوا قطار الحياة سريعاً. أرجو منهم أن يوقفوه تمامًا عندما نصل فوق أراضي الأيام الجيدة.