حتى تكتحل السماء وتحمل في روحها مهابة الخفاء فلا ترى المشهد المرتقب ، حتى يكون القمر متطرفا فوق آخر جبل عند مد البصر ، هناك بعد عدة أميال ويطول نومهم ، أسدلوا الستار وتذكروا أن بعدكم حرية الأجيال . 

النافذة التي أطلت على كل صور العدوان ، المناضلون الذين رصت أكتافهم المقطوعة على أسوار المدينة لإحراق آخر جرأة لدى أحدهم للتمرد على ما كان من قبل حقا لهم ! ، العيش دون استعمار ..! 

قُتلوا ولكن أصبحت أنا قتيلا بلا جرح ، أتسيل دمعة الخذلان أم كجبان أتشبث متعلقا بسور القرية فراراً بروح لا تحمل وعد الوفاء بالبقاء حتى تلك اللحظة ، أم أقف كصُلبان في وسط مكان الجريمة فاتحا يداي صارخا ألحقوني بهم فلا يعرف الرصاص طريقا إلى الرحمة بتلك الروح المنكوبة . 

ألست أحق بالانقضاض عليهم ورد ثمن تلك الدماء ، ليس إلا أن ضجيج العذاب وغضب السماء  تسلسل إلي من بين كل هؤلاء .
 أتكون مقطوعة موسيقية وصاحبها شخص أصم ! ، قد لا تسير في جنازتك كل تلك الأقدام ، قد لا يعلم بمنيتك قبل تحقيق انتقامك  إلا تلك الجمادات التي ستلقى جثتك جوارها والرمال التي انجرفت من ثقل روحك .. 

عند الساعة التاسعة يخلد المستعمرون إلى مضاجعهم ، اسمع صفير باب بيتك للمرة الأخيرة وكنفر من الجن تخطى أسوار القرية بقلب مرتحل ، ليس رحيلا عنها ومنها ، ستكون السماء بعد أيام مرآة للوحة الدماء ، لن يغادر أحدهم على قدميه وستكتظ أرواحهم التي أسرتنا داخل أرضنا ..