علي ضوء التطورات الخطيرة التي يعيشها العالم اليوم ،
يتضح أن في أوساط الشباب فئة ربطت حبلها بوتد الغرب،
لا يفرقون بين الانتماء للأرض وبين العصبية والعنصرية بكل ألوانها وأنواعها ،
ولا بين التسرع وبين الإقدام ،
ولا يحسبون نتائج الأشياء إلا من خلال حساب فائدته الشخصية
لذلك عندما تتبع ما هو متداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي ترى عجباً ،
تفاخر ساذج بالغرب وحريته
غير مدركين ان أسس القمع المركزية تشكلت في الغرب
، وتجد قائمة من الصيحات والأصوات تقف علي تقليد الغرب
بكلام بلا معني ولا عمق ، بل كلام مرصوص يتسم بالجهل والأغلاط
مقصده تشويه قيمة الوطن
ورغم اختلاف الآراء حول موقف تلك الشخصيات
لايمكن أن يغيب عن الضمائر الحية أن هناك فروق بين المعارضة والتضامن والانتماء
المعارضة اختيار بالاتفاق أو بعدم الاتفاق مع شخص أو نظام
مع ضرورة عدم الخلط بين الحرية والاستقلالية
أما التضامن من أجل الأرواح فنحن نتضامن قبلهم وندين ونندد بكل أمانة أي اعتداء يزهق أي روح بريئة علي مستوي العالم
لان ديننا يحرم قتل النفس وليس سعياً لإرضاء الغرب
ولكن عندما يتعلق الأمر بالانتماء لابد من الالتفات إلي ان حب الوطن
ارتباط نفسي روحي وليس مجرد ارتباط مادي
وموقف هؤلاء يرسل إلينا رسالة واضحة المعالم من جهة أنه مجرد صدى !
ويجسد فى الوقت نفسه الفرق بين الانتماء المزعزم والتغريب
ومن هنا لي أن أسألك حين تتضامن مع الأخر بصفة الإنسان
لماذا لا تستخدم هذا الشعار في قاموسك المحلي
عندما يتعرض وطنك لظروف مماثلة بل أصعب واشد فتكاً
أين تضامنك عندما تُهدم المساجد وتُحرق وتدمر أماكن العبادة ومصاحف تُمزق
علي أيدي الغرب
ورسول كريم يُسب ويُلعن وهو سيد البشر أجمعين من أقزام باسم حرية التعبير
أين تضامنك في رفع علم وطنك أولاً قبل رفع علم الغرباء
أين تضامنك مع ألاف الشهداء والقتلى ضحايا منظومة إرهاب صنيعة الغرب ،
فكل من له بصر وبصيرة يعلم إن التقسيم والتقطيع في المنطقة العربية بتخطيط الغرب ومازال يخفي وراء ظهره ألغاما
يبقي أن نشير إلي من يسعي حثيثاً لطمس معني الانتماء كراهية
لتصبح النظرة المنصفة مفتقدة وغائبة
عليه بقراءة السيرة النبوية الشريفة ليدرك معني الانتماء للوطن في كل الحالات
فالرسول الكريم صل الله عليه وسلم
احتمل من صنوف العذاب ألوان وضروب الاضطهاد مالا يطيقه بشر
ولا يستطيع الصبر عليه إنسان
وتأمر القوم على قتله وحين أمره المولى بالهجرة إلي المدينة صدع لأمر الله
و حال وصوله إلى الجحفه حن إلى موطنه واشتاق إلى بلده الذي لا يؤثر عليه بلدا ولا يستطيع الصبر عنه ابدا
فقد تربى فوق تربته وتغذى بهوائه وشب وترعرع تحت سمائه
فنزل عليه جبريل عليه السلام وسأله أتشتاق إلى موطنك ومولدك
فأجابه الرسول صل الله عليه وسلم نعم احن إلى وطني
فقال جبريل إن الله عز وجل يقول
( إن الذي فرض عليك القران لرادك إلى معاد )
وقد رد الله نبيه إلى موطنه
انظر إلى المعلم والقدوة وعظمة الدرس في الانتماء للوطن مهما كانت ظروفه
إذا لكل من يهاجم وطنه
اسمح لي إن أصفكم بأنكم مجرد حروف جر كلها أخطاء نحوية تتجرد من الصفات والأفعال
مـصـــــــــــــر أم الدنيا وستظل
وان كنتم في غني عنها فهى فى غني عن الجاحدين
فهاجرو إلي الغرب واتركوا الأرض لمن يستحق عليها العيش