يقول الأطباء أن العين البشرية هي أحد الأشياء الممُيزة، التي لا تكبر أبداً على الإطلاق .. منذ ولادة الإنسان وحتى يموت .. أما أنا فأتمنى، وأتخيل .. ماذا لو أن لي عيناً لا تكبر؟
لو أن لي عيناً لا تكبر .. كعيني الأطفال .. لأشاهد العالم كل يوم بطريقة جديدة كأني أشاهده أول مرة .. عين لم تعد "طاعنة في السن" .. ولم تألف رؤية الأشياء حتى أصبحت "عادية" بالنسبة لها .. تلك العين التي تُغيِر ولا تتغير، لا تفقد بريقها ولا دهشتها .. وما أعظمها دهشةً على أعيُن أولئك الذين يستطيعون النظر للأشياء في كل يوم بطريقة جديدة كأنها خُلِقَت أمامهم في تلك اللحظة .. ما أعظم دهشتهم تلك التي تجعلهم يجدون واقع غير الواقع .. هم كـ مانديلا حين نظر للحرية من بين (قضبان سجن) .. أو جيفارا حين التفت للطغيان من على ظهر (دراجة) .. أو شكسبير حين رأى الحُب من خلال (ورقة)، أو دافينشي حين رأى الجمال من (فرشاة) .. هم من لا ينظرون للسماء على أنها سقف مُعتاد .. بل محطة وصول مُنتظرة .. هم لا ينظرون كل يومٍ لأشياء جديدة، هم ينظرون لكل الأشياء بطريقة جديدة .. ذلك أن عينهم لم تكبر، بل ظلت تلك العين، عين الطفل الذي يرى الشيء لأول مرة، رغم أنه رآه آلاف المرات .. عين الطفل التي تتسع وتتسع .. دهشة!
وفي اللحظة التي ستمتلك فيها تلك العين التي لا تكبر أبداً .. اكتب .. اكتب كأن أحداً لم يكتب قبلك ولن يكتب بعدك .. اكتب كأنك تكتب للمرة الأولى أو للمرة الأخيرة .. اكتب عن الحرية كأنك مانديلا، اكتب عن الظلم كأنك جيفارا، اكتب عن الحب كأنك شكسبير، اكتب عن الفن كأنك دافينشي .. اكتب وعيناك متسعتان بالدهشة .. وكأنك ترى الأشياء أمامك لأول مرة .. وكأنك لأول مرة ترى الحروف وتقرأ الكلمة !!
#لطالما نظرت إلى النجوم بدهشة .. أتُراها تنتمي لي، أم أنا أنتمي لها؟ أظُنني لن أعرف الآن .. وحتى تلك اللحظة، لن ولم أخجل يوماً من طرح (الأسئلة الصغيرة) كالأطفال .. ذلك أني آمنت أن الأسئلة الصغيرة هي التي تصنع أكبر الأشياء على الإطلاق .. وكنت ولا زلت أتمنى .. لو أن لي عيناً لا تكبر !!