السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل البدء .. هذا مجرد اجتهاد مبني على القرآن وأفعال النبي والصحابة والتابعين ومأخوذ من علماء السنة

ما هو النسخ؟

النسخ في اللغة : الرفع والإزالة ، وفي الاصطلاح : رفع حكم دليل شرعي ، أو لفظه..

هل النسخ موجود في القرآن؟

نعم ، قال الله تعالى : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) البقرة / 106 - 107

ما أنواع النسخ؟

1- إما نسخ التلاوة والحكم - رفع الآية والحكم - ، مثل العشر رضعات التي تجعل المُرضعه محرمة على الطفل

2- إما نسخ التلاوة وبقاء الحكم - رفع الآية وبقاء الحكم - ، مثل آية الرجم .. " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها ألبتة "

3- إما نسخ الحكم وبقاء التلاوة - رفع الحكم ولكن تبقى الآية - ، مثل آية تقديم الصدقة أمام مناجاة الرسول وهي قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) منسوخة بقوله سبحانه ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله )

لماذا قام الله بالنسخ؟

حسناً! لنبدأ من البداية..

1- أنكرت اليهود النسخ وأنه لا يجوز ، لذلك قام الله بالنسخ ليريهم أنه قادر على كل شئ وهذه المواقف مثبته بل وكونوا فرق وانقسموا بسبب هذا الموضوع

فمثلاً "الشمعونية" نسبة إلى شمعون بن يعقوب ، فرقة تنكر النسخ كاملاً وتطعن في الإسلام

و"العنانية" نسبة إلى عدنان بن داوود ، يروا أن النسخ لا بأس به في حكم العقل ، ولكنه لم يقع!!

و"العيسوية" نسبة إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الأنصاري ، ويروا أن النسخ جائز في حكم العقل وأنه وقع بالفعل ، ويروا أن شريعتنا كمسلمين لم تكن ناسخة لشريعة موسى وأن الإسلام جاء للعرب فقط ليس لكل الناس!!!المرجع

فالله أراد أن يثبت لليهود أن النسخ جائز وليس الله بعاجز عنه..

فكما قال الله تعالى: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ )

ولذلك ترى أن الله قام بجميع أنواع النسخ في القرآن ، نسخ الحكم ونسخ التلاوة ونسخ الإثنان معاً!

2- بسبب التخفيف على المسلمين حيث أنهم كانوا في بداية إسلامهم بعد الكفر!

فكانت الأحكام تأتي تدريجياً حتى لا يشق على المسلمين الأوائل ومن ضمن الأمثلة:

1- قال الإمام الشافعي :

" سَمِعْت من أَثِقُ بِخَبَرِهِ وَعِلْمِهِ يَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فَرْضًا في الصَّلَاةِ ، ثُمَّ نَسَخَهُ بِفَرْضٍ غَيْرِهِ ، ثُمَّ نَسَخَ الثَّانِيَ بِالْفَرْضِ في الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ قال [ الشافعي ] : كَأَنَّهُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أو اُنْقُصْ منه قَلِيلًا الْآيَةَ ، ثُمَّ نَسَخَهَا في السُّورَةِ معه بِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى من ثُلُثَيْ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ إلَى قَوْلِهِ :

فَاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ من الْقُرْآنِ ، فَنَسَخَ قِيَامَ اللَّيْلِ أو نِصْفَهُ أو أَقَلَّ أو أَكْثَرَ بِمَا تَيَسَّرَ . وما أَشْبَهَ ما قال بِمَا قال " . انتهى .

2- قال قتادة : " كان بدءُ الصيام أمِروا بثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتين غدوة ، وركعتين عشية " . "تفسير الطبري" (3 / 501)

3- وقال ابن كثير في قوله تعالى : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ) ق/39: " وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ، وهذه الآية مكية " انتهى .

4- قال ابن كثير : " كان في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان . وقد رُوي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم قبلنا ، من كل شهر ثلاثة أيام ، عن معاذ ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم . وزاد : لم يزل هذا مشروعًا من زمان نوح إلى أن نَسَخ الله ذلك بصيام شهر رمضان " انتهى .

5- آية الرجم رُفعت التلاوة وبقى حكمها قائماً ، والدليل هو رجم النبي للزان الثيب ، ورجم الصحابة بعده!

والدليل الأكبر خطبة عمر بن الخطاب!

https://dorar.net/hadith/search?q=%D9%81%D9%8A+%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%87%D8% A7+%D8%A2%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9% 85+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D9%88%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A9+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A C%D9%85%D9%88%D9%87%D9%85%D8%A7+&st=a&xclude=&d%5B %5D=1&d%5B%5D=2

 

ولم ينكر آية الرجم إلا بعض العلماء الذين لا يستندون على دليل من السنة ، بل يقولون أن صيغتها ليست متشابهه مع آيات القرآن!!

وهذا ليس بدليل كاف يمكن الإعتماد به بسبب وجود مصدر صحيح من عمر بن الخطاب يعترف بالآيه ويخبرنا بأن الناس سينكرونها مثلما يفعلون الآن!!

اذاً فالله إنما أراد بالنسخ أن ينزل الأحكام تدريجياً وأن يثبت لليهود أن النسخ الله قادر عليه ولذلك قام بجميع أنواع النسخ! وهذا هو سبب بقاء آيات نُسِخَ حكمها وآيات نُسخت وبقى حكمها لكي يظل إثباتاً قطعياً ودليلاً لا شك فيه لمن أراد أن يفتري على الله!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته