السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 قَالَ قَدۡ أُوتِيتَ سُؤۡلَكَ يَٰمُوسَىٰ (36) وَلَقَدۡ مَنَنَّا عَلَيۡكَ مَرَّةً أُخۡرَىٰٓ (37) إِذۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰٓ (38) أَنِ ٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ فَلۡيُلۡقِهِ ٱلۡيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأۡخُذۡهُ عَدُوّٞ لِّي وَعَدُوّٞ لَّهُۥۚ وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ (39) إِذۡ تَمۡشِيٓ أُخۡتُكَ فَتَقُولُ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ مَن يَكۡفُلُهُۥۖ فَرَجَعۡنَٰكَ إِلَىٰٓ أُمِّكَ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَۚ وَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا فَنَجَّيۡنَٰكَ مِنَ ٱلۡغَمِّ وَفَتَنَّٰكَ فُتُونٗاۚ فَلَبِثۡتَ سِنِينَ فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ ثُمَّ جِئۡتَ عَلَىٰ قَدَرٖ يَٰمُوسَىٰ (40) {طه}

اشتبه على البعض تفسير الآية {37} وظن أن كلمة أُخۡرَىٰٓ بمعنى المرة الثانية!

في بعض الأحيان تأتي الكلمة بمعنى المرة الثانية ولكن نفهم من السياق ومن استخدام فعل الماضى مَنَنَّا أنه شئ حدث في الماضي قبل هذا الموقف ، فكلمة أُخۡرَىٰٓ هنا بمعنى "نعمةً غير هذه أنعمناها عليك" ، إذاً المرة الـ أُخۡرَىٰٓ هنا تشير إلى المرة الأولى لأن موسى (ع) طلب من الله أشياءاً متعددة فقال الله له أنه سيحقق له طلبه وينعم عليه كما أنعم عليه مرةً قبل ذلك.

فالمرة الأولى حينما أوحى الله لأمهِ أن تقذف ابنها موسى (ع) في نهر النيل حتى لا يقتلهُ فرعون. [مرجع]

فما هي المرة الثانية؟

 قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي (25) وَيَسِّرۡ لِيٓ أَمۡرِي (26) وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي (27) يَفۡقَهُواْ قَوۡلِي (28) وَٱجۡعَل لِّي وَزِيرٗا مِّنۡ أَهۡلِي (29) هَٰرُونَ أَخِي (30) ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي (31) وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي (32) {طه}

هنا المرة الثانية حين منَّ الله على موسى (ع) وأعطاه ما سأله من شرحهِ صدره وتيسير أمره وحل عقدة لسانهُ وجعل هارون (ع) وزيرا له وشدَّ أزره بأخوه وأشركهُ في الرسالة. 

[36-39]: ابن عطية ، الطبري ، ابن كثير