برزت عبر تاريخ النظريات السياسية عدة تصورات تحدد نشأة المجتمع السياسي في مراحله  الجنينية، من اهمها فكرة العقد  الإجتماعي التي في محتواها ينتقل الأفراد من حالة الفوضى إلى حالة النظام بعد تنازلهم عن بعض حريتهم لشخص - الحاكم الذي بمقتضى التعاقد يحتكر القوة ويضمن للأفراد بناء مجتمع مدني.                                                     إذا كان هذا الإفتراض النابع من وحي الخيال السياسي على رأي الفيلسوف جون جاك روسو يحدد أسس السلطة بمفهمومها السياسي وطبيعة الإرتباط بين الحاكم والمحكومين، فنحن اليوم امام واقع وليس خيال يحتم على الدول إنشاء عقد جديد مع الصحة  و مايدور في فلكها من أبحاث علمية و تجهيزات و وإرتقاء بمكانة الأطباء والممرضين                   فالتسابق الجنوني  اليوم  بين االأقطار لتوفير إحتياجاتها  من العتاد الطبي والمؤن لمواطينيها  سببه هوس  السلاح و نشر الخراب، الذي حكم العالم قبل ظهور هذا الوباء  اليوم كورونا لا يسثتني أحد الكل سيان من شمال الأرض إلى جنوبها ومن مشارقها إلى مغاربها،  الفيروس أخذ وسيأخذ من أرواحنا لكنه يمنحنا الدروس والعبر!