بين تكساس وبغداد وحارة كلمين إيدو الو !...
رحيم الخالدي
عاش شاب حياة مريرة بسبب بندقية عاطلة مرمية ومتروكة منذ زمن طويل وكانت لعبته المفضلة وفي يوم من الأيام كان يلعب بها قرب أمه وهي تخبز على تنورها الطيني حيث كانت البندقية محشوة برصاص حقيقي لكنه فاسد بسبب الرطوبة وكان دائما ينصب العقرب ويطرق فلس الرصاص لكنه لا يحدث أيّ شيء وعند اللعب بها ذلك اليوم المشؤوم وهي موجهة صوب أمه وانطلقت منها الرصاصة فقتلت والدته في الحال وعاش هذا الطفل حياة مريرة وصلت به أن المجتمع المحيط به قد كرهه لأنه كان السبب في وفاة والدته .
القانون لم يجرمه بشهادة ذويه أن البندقية متروكة ومهمولة إضافة لذلك أنه طفلٌ بريء لا يعرف ماهية البندقية وماذا تفعل إذا إنطلقت الرصاصة منه .
ما أريد ذكره هنا هو تاريخ حزب الدعوة النضالي حيث أخذ الأصداء الكبيرة أيام النظام البائد وصلت الى حد من يتم إتهامه بالانتماء لحزب الدعوة عقوبة الإعدام! مع الصمت العربي والدولي إزاء تجاوزات البعث على حياة المجاهدين الذين يناضلون من أجل الحرية حيث إكتسب شعبية كبيرة لشريحة واسعة ومن خلالها حصل على الأصوات والصعود لسلم السلطة لكن هذه الأصوات بدأت في الآونة الأخيرة بالإنحسار والتضائل بسبب إنتماء أشخاص للحزب هم غير مؤهلين أن يتبوأوا تلك المناصب كونهم ليس لهم تاريخ مشرف كما كان العهد بأؤلائك الرجال الذين بذلوا كل ما يستطيعون من أجل أن ينعم الشعب العراقي بالحرية وما حصل يوم أمس الأول في إحدى القنوات بتجاوز أحد أعضاء حزب الدعوة وهو محسوب على كتلة القانون ورفعه السلاح والشروع بالقتل وبالطبع هذا أمر مستهجن ولم يحدث في أي دولة تسير بالديمقراطية لكنه حصل في العراق .
أعضاء مجلس النواب من المفترض أن يكونوا هم الصفوة ومن البديهيات انه صعد بأصوات ناخبيه ولكن هل من المعقول أن الناخبين إنتخبوا أشخاص لا يتمتعون بالحنكة السياسية والتاريخ المشرف وهل خلا العراق من الكفاءات والنخب الاكاديمية والمهندسين والدكاترة والبروف ليتم انتخاب من يسمون أنفسهم سياسيين وهم بالأصل جاءوا بالصدفة !.
حزب الدعوة وبتاريخه العريق المعبد بالدماء والأرواح عليه أن ينصف نفسه من خلال التخلص من يشوهون المسيرة النضالية وإبعادهم والتخلص هو خير دليل على الإنتهاج بمنهج يطمئن الجمهور والإتجاه صوب الأشخاص المشهود لهم بتاريخهم النظيف وليس أن يكون حزب الدعوة بيت لكل من يتم طرده من باقي الاحزاب وبالطبع من يتم طرده من باقي الاحزاب انما هو عن فساد أو السلوك بمنهج معاكس .
إستعمال السلاح من قبل نائب في البرلمان، وهو بالغ ولديه عقل يفكر به ولديه دور يؤديه ويُعتَمَدْ عليه في الدور التشريعي تحت قبة البرلمان أمر غير صحيح، بل مستهجن ويبعث على التساؤل؟ لأننا لسنا في تكساس في بدايات القرن العشرين أو "حارة كلمين إيدوا الو"