الوقوف عند المنتصف ذلك الطريق الذي لا يمين فيهِ ولا يسار ؛ هو كالوقوف عاري القدمين في منتصف المنشار. 

حسناً .. إن الوقوف هنا ليس بالفكرة السديدة ابداً ، ولكن الى اين ؟ 

لو عدتُ إلى الوراء .. دمائي الجافة تلك التي استنزفت في الطريق الى المنتصف بعد كلِ خطوة اجتازها اهون على نفسي بانها لا شيءسوى بعض المطبات وما شعرت بحدة هذا المنشار الا إن وصلت الى هنا ..! حيثُ لا طاقة لقدمي بان تحملني اكثر . 

( لا تعطِ الفرص لمن لا يستحق) 

انظرُ الى ذلك الطريق الطويل الذي قطعتهُ سابقاً ؛ اضحك بطريقة هستيرية ويشوش الدمع الرؤية في تلك الاثناء ..، وبصوت يكاد ينفجر منبعد لحنه شلال من الدموع ؛ هل انا في المنتصف ؟ هل هناك المزيد ؟ . 

وكأن السقوط من جبال الهملايا اهون عليَّ من تكملةِ هذا الطريق الوعر .

معمعة تدور في رأسي احاول الهروب ولكن الى اين ؟ 

اغلق عيناي بعد عاصفة من الافكار التي اقتلعت كل جذور الافكار من رأسي ، اشعر بحرقة في عيني كأنها شهب من السماء لا بأس تلكالدموع اللعينة التي بقيت بالمنتصف هي الاخرى ! بجنون اتمنى لو انهُ يأتي ..! 

ذلك البطل الخفي وينقذني تكاد حافة المنشار ان تتمسك بقدمي بقوة اسنان المنشار الحادة تصنع لوحة من الالم الصامت حتى اصبحتقدمي جزء من اسنان المنشار. 

انظرُ للسماء لعل شيء يسحبني من هذا الجحيم تعبت حقاً ؛ سأسقط!