لقد سكنت نفسها بعد عناء ومعاناة مع التشتت والتيه ..
فما الذي حدث ؟
لقد كانت تشعر أنها تعرف الطريق وتشقه بقوة حتى ازدرت أؤلئك المخالفين لطريقتها في الحياة ..
لقد كانت ترى المكوث بالبيت عيبا .. فالبيت مكان استراحة من العمل فقط أو لإنجاز مهام أخرى متعلقة بطموحاتها خارجه .
إنه مكان يؤوب إليه أفراد العائلة بعد الفراغ من أعمالهم ودراستهم ليأخذ كل منهم قسطا من الراحة ويجد له فراشا ينام عليه وزاوية يقبع فيها ليكمل تواصله مع العالم الخارجي .
وكم أبدعت هذه الشخصية في تقديم الاستشارات ورسم خارطات حل المشكلات وفك الأزمات لمستشيريها وحاضري دوراتها .
وكم كانت المفاجأة صادمة لها حين اضطرت للحجر في بيتها وتلقت الخبر على أنه أزمة أسبوع أو أيام ولكن الأمر طال ووجدت نفسها في مواجهة حقائق لم تكن تظن أبدا أنها محتملة الوقوع لها فلما رأتها أذهلها إحساس : أكل هذا الخلل ببيتي وأنا التي كم حدثت نفسها مستهجنة مشاكل الأسر التي لايتقن أهلها حلها وتلافيها ؟!!! ..
فها هي اليوم تفاجأ أنها في مواجهة زوجها وأولادها تفتقر إلى أمور غريبة عليها ..
كيف أصبحت هي وهم تحت سقف واحد لأسابيع متعددة..
ماذا تقول لهم .. ماالمواضيع التي يمكن التحاور فيها وكيف ؟
شعرت أنها افتقدت لغة التواصل السهلة بينهم .
اجتمعوا .. تصارحوا .. أصروا على الاستفادة من هذه النعمة العجيبة التي رزقها الله لهم .
غيرت معهم وكانت عمليات الحذف والاستبدال لعادات وطريقة حياة .
وبعد أسبوع واحد فقط من التغيير .. كان كل فرد من الأسرة يشعر وكأنهم عائلة جديدة ..
ذاقت طعما لذيذا ..
جميلة هي أسرتها الآن○°
ظهر فيها حب كل منهم للآخر حبا كان موزعا على غيرهم فقط ..
ونما شعور بالقرب ممن كانوا معهم جسدا فقط ..
تعاونوا .. تعلموا الجديد .. أصبحوا يأكلون معا وينامون معا ويحمل كل منهم هم الآخر .
كان حجرا .. ظنته كارثة لاتحتمل ■
فكان كالغيث غسل أتربة تحجرت على الصدر فانشرح وانفسح وبدأ يرسم لوحة جديدة خضراء ..
وهنا فقط شعرت باتضاح خارطة الطريق.
وكم سرها أن أيقظ الحجر -بفتح الحاء - حجرا -بكسرها - كانت تظن انها قد أحكمته من قبل .
وهنا رددت بعمق ويقين :
(( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) - البقرة ٢١٦ -
🔴اللهم ارفع عنا الوباء وأذق قلوبنا حلاوة طاعتك ❤
✍سموالهدف ♡ أمل باحطاب
السبت ١٠ / ٨ / ١٤٤١