*

إن وعي الأفراد وادراكهم للمسؤولية الاجتماعية هي إحدى القنوات التي تدعم المصلحة العامة للمجتمع والوطن، وهذا سر قوتها كعنصر أساسي مطلوب لتقوية روابط العلاقات الانسانية . فالإنسان لا يعيش بمعزل عن مجتمعه كما ذكر ابن خلدون في مقدمته الشهيرة

فالتوحّد مع الجماعة يدفع الفرد الى بذل جهده من أجل إعلاء مكانتها، والوطنية من أوضح نماذج هذا التوحد .

إن كل إنسان يجب ان يكون مسؤول إجتماعياً، والمسؤولية الإجتماعية جزء من المسؤولية بصفة عامّة، فالفرد مسؤول عن نفسه وعن أسرته والجماعة، والجماعة مسؤولة عن نفسها وأهدافها وعن أعضائها كأفراد في جميع الأمور والأحوال، ومجموعة الأفراد بالتالي كجماعات يروا ان المسؤولية الإجتماعية ضرورية للمصلحة العامة، وفي ضوئها تتحقق الوحدة وتماسك الجماعة وينعم المجتمع لحالة السلم

فالمسؤولية تفرض التعاون والإلتزام والتضامن والإحترام والحب والديمقراطية في المعاملة والمشاركة الجادّة التي هي صلة الرحم بين الأفراد في المجتمع الواحد، ثم إن الشعور بالمسؤولية الإجتماعية شعور نبيل، معه نتجاوز الشكليات لنصل الى قدسية الواجب .

* نمو المسؤولية الإجتماعية …

إن المسؤولية الإجتماعية على الرغم من أنها تكوين ذاتي يقوم على نمو الضمير – كرقيب داخلي -، إلاّ أنها في نموّها نتاج اجتماعي يتم تعلّمه واكتسابه .

* عناصر المسؤولية الإجتماعية . .

تتكوّن المسؤولية الإجتماعية من عناصر مترابطة ينمّي كل منها الآخر ويرتبط به، ويدعمه ويقوّيه ويتكامل معه، وهذه العناصر هي:

– الإهتمام .

– الفهم .

– المشاركة .

* الإهتمام . .

ويتضمن الإرتباط العاطفي بالجماعة وحرص الفرد على سلامتها وتماسكها واستمرارها وتحقيق أهدافها .

* الفهم . .

ويتضمن فهم الفرد للجماعة والقوى النفسية المؤثرة في أعضائها، وفهمه لدوافع السلوك الذي ينتهجه خدمة لأهدافها، وأيضاً استيعابه للأسباب التي جعلته يتبنّى مواقفها .

* المشاركة . .

المشاركة مسؤولية، وهي الأرضية الأساسية لحياة إجتماعية مشرقة مستقرة، حيث تُظهر المشاركة قدر الفرد وقدرته على القيام بواجباته وتحمّل مسؤولياته بضمير حي وروحية صافية، وإرادة ثابتة، والمقصود هنا مشاركة الفرد في أعمال تُساعد في تحقيق الهدف الإجتماعي

(وسوف أتطرق للحديث عن الوعي والأدراك لدى الفرد حول الأزمات ومن ضمنها الأزمه العالميه لوباء كوفيد19 ” كارونا الحديث ” ).

*الوعي

-ان الوعي معرفة يكتسبها الفرد من مجتمعه ومن تفاعله معه. ويعبّر الوعي عن مدى إدراك الإنسان للأشياء والعلم بها، بحيث يكون في وضع اتّصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله ،

و للوعي لدى الأفراد بجميع المجالات والواجبات التي في عاتقه تجاه نفسه ومجتمعه مهمة جداً ليكون بمعرفة تام تجاه نجاح أهداف المجتمع والحفاظ عليها وعلى المجتمع وإتمام واجباته تجاهه .

*الإدراك

– إن للإدراك أهميه كالوعي تماماً وهما مكملان لبعضهم البعض فلا يقل أهمية الإدراك بأهمية الوعي لدى الفرد في جميع جوانبه

– وهناك العديد من التعاريف لعملية الإدراك ومنها :

– هو عملية عقلية يتم من خلالها تعرف الفرد على محيطه الخارجيّ، عن طريق استقبال المنبهات الخارجية بحواسّه، ومن ثمّ تأويلها وتفسيرها حسب الاتجاهات الذاتية.

– أمّا التعريف الشامل للإدراك فهو: عملية عقلية نفسية، تساعد الإنسان على معرفة عالمه الخارجي، والوصول إلى معاني ودلالات الأشياء، وذلك عن طريق تنظيم المثيرات الحسية، لتفسيرها وصياغتها في كليات ذات معنى .

*الأزمات

– أن الأزمات تختلف بإختلاف نوع الأزمه أما أزمة إقتصاديه أو سياسيه وبعض الأوبئة الي تسبب حدوث الأزمات إما لدوله أو لعدد من الدول أو للعالم أجمع .

– ونستعرض بشكل سريع بعض الأوبئة التي أجتاحت العالم :

١- الطاعون والطاعون الأسود

٢- الأنفلونزا الأسبانيه

– الأوبئة لها آثار هائله على الأستقرار الأجتماعي والسياسي تفوق نتائج الحروب” Frank Snowden “

* ونرى الأن مع أنتشار فايروس كوفيد 19 ” المعروف بإسم كارونا ” اجتاح العالم أجمع وأسقط بعض منظمات الصحيه لبعض الدول لتفشيه بشكلاً كامل بها لسوء تدارك الوضع الصحي والاستعدادات التامه لتصدي له

*الختام

-يجب علينا كأفراد في المجتمع القيام بواجباتنا تجاه مجتمعنا والحفاظ عليه ووعينا لخطر هذا الوباء وتكاتفنا يداً بيد مع البعض ومع قرارات الدوله للتصدي لهذا الوباء،

ومن أسمى واجباتنا كأفراد أن نتعاطى مع ذاتنا ومع الآخرين ومع مجتمعنا بروح مسؤولة.