يقولون: "أيُّ حُزنٍ يبعَثُ المطَر؟!"

أما أنا فأتساءَل: أيُّ سعادةٍ يبعثها المطر؟!

هذه البهجة التي تصيبنا

بمجرد ملامسة قطراته لرؤوسنا

أو سماعنا لموسيقى هطوله ..

وما أعذَبها من موسيقى تُشكِّله قطرات المطر

بل أيُّ طفولةٍ يبعثها فينا المطر؟!

يُحيِّي فينا فرحة الطفولة الأولى عند هطوله

يُنبِت زرعًا ماتَ في أعماقنا

وأصابه اليبوس والجفافْ

جرّاء لهيب شمس الحياة الحارقة

بل أي جمال وطُهر يبعثه فينا المطر ؟!

بقطراته العذبة النديّة

يغسل كل شوائب الفؤاد

ويُضفِي عليهِ حُلَّةً بهيّة تزهو بألوان الجمال

بل أيُّ جِنانٍ يُحيِّيها فينا المطر ؟!

يُنبِت في أرواحنا حدائِق ذاتَ بهجة

مزهوّة بأزهار ملوّنة تشدو بأنغام الحياة

تُزهِر وتتفتّح حين يأتي المطر

يا سحائب الرحمة ، يا رسائل الرحمن

إلى قلوبٍ وأراضي قاحطة

لا تهجرينا .. اعبرينا دائمًا ، وتذكّرينا

نحن الذين نحتفي بكِ احتفاءً يليق بك

ونُقِيم احتفالاتٍ صاخبة في دواخلنا

حين تطلّين علينا بوجهك الباسِم ..

أما رأيتِ الأطفال قبل الكبار

يفرحون ويمرحون حين تهطلين ..

أما رأيتِ كيف يتقافزون ويتباشرون بكِ

أما سمعتِ أغنياتهم التي ألّفُوها من أجلك

"كأناشيدَ ترحيبية"

وتسابقوا إلى ترديدها حين استقبالك ..

يا سحائب الرحمة ، يا رسائل ربِّ الرحمة

اعبرينا دائمًا ، واذكري ديارنا في رحلتك الممتدة في أراضي الله ، فنحن لكِ توّاقون دائمًا ،

وقلوبنا لكِ في اشتياق ..

✉️ : رسالة للمطر

*بقلم: شروق القويعي