مع مرور الوقت و الأيام كانت الأم في أقصى درجات السعادة و الإمتنان، و أكتملت معالم بهجتها بعد انجابها لطفلها الثاني حيث أمضت أيامها و لياليها في رعاية أطفالها و فلدة أكبادها ،كانت تسهر علي راحتهم كالفلاح النشيط الذي يسقي بذوره و يزيل عنها الأعشاب الضارة و ينتظر في شوق وقت قطافها ، كانت بعلمهاو مبادئها السامية و حنكتها في التعامل و الأخلاق الحميدة التي أحاطة به أطفالها كما السماد الذي تحتاجه النبته إلي النمو.
لم تكن تلك الأميرة المدللة فهي قبل أن تكون أم هي ابنة لأم صارمة و أخت لأربعة فتيان كان التميز بينهم واضحًا و جليًا لا لشئ إلا لأنها فتاة ، نعم هي تلك الفوارق البائدة التي تحرم الأنثي من التعلم و الإختيار... ولا ننسي أنها زوجة لرجل أقل ما يقل عنه أنه أناني جل إهتمامه كان لنفسه و رغباته وهو الأمر اللذي زاد من عزلتها في تلك السنين القاسية و الأزمات الصحية التي مرت بها وهي في انتضار من ينقضها ولكن لم يأثر ذالك أبدا في رابطة جأشها و دفئ قلبها علي العطاء فهي إمرأة حديدية لم تسمح لليأس و الإحباط التسلل إلي ما بين ظلوع صدرها بل ازدادت عزما و إصرار لبناء قصر خاص بها ،قصرا تكون ابوابه من الأمل الخالص و جدرانه مزخرفة بصور السعادة ، نوافذها إنعكاس لبهجةالحياة البراقة ،قصرا يحمي أحلامها و أمنياتها.