منظومة تعليمية لن أسميها بالفاشلة مبدأيا، لكنني سأصفها بالهشة و الروتينية. مناهج دراسية تختبر قوة ذاكرة المتعلم في أغلب الأحيان، مناهج تتناقص قيمتها مع مرور الوقت و تعاقب الاجيال عليها، لو عدنا حوالي الثلاثين سنة إلى الوراء لوجدنا برامج قيمة و ثرية كانت تدرس للتلاميذ في مختلف المراحل و كذا نوع التكوين رغم نقص الامكانيات أما عن الان فجل المدارس و الجامعات الجزائرية تفتقر إلى أبسط الأساليب التعليمية كيف لا و نحن لا ننتج ما سنأكل فلو إطلعنا على ما يدرس في جامعاتنا دون أن أستثني أي تخصص فسنجد فراغا واضحا للمسة الجزائرية فيه. سنتقبل أرآء تشومسكي و سنتعمق في نظريات داروين و نحلل أقوال سقراط.. أليس في الجزائر رجل رشيد ألم تستطع منظومتنا و مناهجنا التعليمية أن تكون من يقرر منهاجا دراسيا ناجحا ألم تنجب جامعاتنا باحثا و صاحب نظرية تدرس فيها.. كلا فكثيرون من أبناء هذا الوطن شرفوا الجزائر و شرفونا كجزائريين في محافل دولية و لكن أين هم؟
توفيق زعبيط باحث جزائري مشرف على مختبر في ولاية قسنطينة شرق الجزائر مكتشف المكمل الغذائي لمرضى السكري "RHB". تبنت الحكومة هذا الاكتشاف و بدأت بتسويق المنتج بتاريخ 24 من نوفمبر 2016 هذا المكمل الغذائي لاقى إستحسانا كبيرا من طرف المرضى و أعاد إليهم الامل و خلصهم من كابوس فقدان البصر و بتر القدم السكرية. ليتفاجئوا بعدها بقرار وزارة التجارة و الذي أمر بوقف تسويق المنتج بعد أسبوعين من دخوله السوق و أن مسوقيه سيتعرضون لعقوبات إدارية و جزائية.. حكومة حطمت آمال الكثيرين بل و أن أكثر من جهة وقفت ضد زعبيط و أبدت إستيائها لمنتجه. رحمة ربي أو "RHB" و بعد سحبه من التداول في الجزائر تتبنى إتحاد الجامعات العربية بإسطنبول الباحث الجزائري كما منح شهادة دكتوراه فخرية من ذات الإتحاد.. فأين يكمن السر.
لا أود النظر في الموضوع من الجانب السياسي و لكن لنعتبر أن الأزمات الماضية كانت في العهد العشريني البوتفليقي فماذا عن الآن هل سيعيد التاريخ نفسه؟ في ظل هذه الازمة التي يمر بها العالم بأسره و تحت ضغط فيروس كورونا الذي بدأ يجتاح أغلب ولايات الجزائر و الذي يشهد إرتفاعا يوشك أن يكون هستيريا في عدد الحالات يطرح الباحث الجزائري لوط بوناطيرو دواءا مضادا لكوفيد 19 متحديا الجميع و مصرحا "إن لم ننجح فنحن مستعدون لدخول السجن" فلماذا كل هذه العراقيل.. متى ستنصف الجزائر أبنائها.
بقلم السبع زيد