التدخلات الخارجية في الشأن الليبي لم تتوقف منذ العام 2011,الغرض نهب خيرات البلد, وتدمير القوات المسلحة والاجهزة الامنية,النتيجة احداث شرخ في النسيج الاجتماعي من خلال عمليات القتل والتدمير والتهجير الممنهجة,أصبح البلد وكرا للإرهابيين من مختلف انحاء العالم,حكومة وصايا تتبادل معهم المنفعة,تغطي على جرائمهم بحق الشعب.
السيد اردوغان يريد ان يعيد امجاد اسلافه,ليبيا كانت احدى المغتصبات العثمانية,تحدث عن وجود ما يقارب المليون ليبي من اصول تركية تمهيدا لمد يد العون للحكومة العميلة التي تترنح على وقع الضربات المؤلمة من قبل الجيش الوطني,فأصبحت محاصرة في العاصمة,وقع معها اتفاقيتي ذل وعار,احداهما بشان استغلال النفط والغاز بعرض البحر بالرغم انه لا توجد حدود بحرية بين البلدين,والأخرى والاهم هي تزويد الحكومة بما تحتاجه من مختلف انواع الأسلحة اضافة الى ضباط اتراك لقيادة العمليات القتالية,والقيام بعملية نقل(ترانسفير) للإرهابيين المتواجدين في سوريا بعد ان ضاقت بهم السبل وأصبحوا محاصرين في ادلب وما حولها,وليس امامهم من خيار سوى الموت او الفرار بجلودهم,بالتأكيد عليهم تنفيذ اوامر سيدهم اردوغان خاصة اذا كانت المقبوضات الشهرية ارقام لا تصدق وبالعملة الصعبة تدفع من خزينة الشعب الليبي الذي لم يعد قادرا على شراء المواد الضرورية للعيش.
اعداد المرتزقة فاقت 7 آلاف يقاتلون الى جانب ميليشيات الوفاق في كافة المحاور بالعاصمة, كميات هائلة من الطيران المسيّر والدبابات المتنوعة التي تنتجها تركيا,لتدور عجلة الانتاج بمصانعها علّها تنعش الاقتصاد التركي المنهار بسبب تصرفات اردوغان الارتجالية.
الاسناد التركي اللا متناهي لحكومة الوفاق,اعطاها جرعات شجاعة,ميليشياتها والمرتزقة يقومون باستخدام كافة انواع الاسلحة,لاستهداف المدن التي شقت عصى الطاعة عنها,لتتساقط القذائف الصاروخية على الاحياء السكنية,وتحصد حكومة العمالة رقاب الامنين,وينضم البعض الى شريحة المعوقين,وآخرون تكتب لهم السلامة في الابدان,فيجبرون على الرحيل الى المجهول.
المساعدات التركية المخالفة لقرارات حظر توريد الاسلحة الى ليبيا لم تؤت اكلها كما يجب, الدبابات وقعت فريسة في ايدي القوات المسلحة,احترق بعضها بمن فيها من ضباط اتراك ومرتزقة,المرتزقة يتساقطون يوميا بين قتيل وجريح وأسير,ربما افلح الطيران المسيّر في اعاقة تقدم الجيش الوطني وإحداث بعض الخسائر في الارواح,لكن الدفاعات الجوية للجيش الوطني ابت إلا ان تعانق بحرارة العديد من تلك الطائرات,فهوت اشلاءها لتكون حسرة للمعتدين,وغصة للعملاء وفخرا للشرفاء,تسجل في صفحات التاريخ بمداد من دم.
الاتحاد الاوروبي ومن خلفه الامم المتحدة تبنوا تنفيذ القرارات بخصوص حظر الاسلحة الى ليبيا من خلال عدة عمليات لإيهام الرأي العام المحلي الليبي بان الامم المتحدة ومنظماتها تريد الخير لليبيين,اخر هذه العمليات اطلقوا عليها اسم (ايرني) لكن الرئيس التركي وفي دلالة واضحة على فشل تدخله في ليبيا عمد الى استخدام بوارجه التي كانت ترافق سفنه المحملة بالأسلحة الى حكومة الوفاق بإطلاق صواريخها على اهداف عسكرية ومدنية,ما يعد تواطؤا من قبل الاتحاد الاوروبي,تستهجنه كل الاعراف والمواثيق الدولية,ويفقدها مصداقيتها في حل الازمات وحياديتها التي اصمغت بها آذاننا ,ويظهرها على الملأ بأنها شريك اساسي في تدمير الدول وإذلال الشعوب والعودة بها الى زمن العبودية البغيض.