Image titleفطر عيش الغراب المسمى ب (قلنسوة الموت) هو أحد أكثر أنواع الفطريات البرية جمالآ وسمية. يتواجد بكثرة بالقرب من الأعشاب وفي الغابات المطيرة، وعلى غرار النباتات الخضراء، هو لايصنع غذاءه بنفسه، بل يمتصه من النباتات الحية الأخرى القريبة منه.

وعلى الرغم من مظهر مظلته الجميل ولونها الأحمر الجذاب، الا أنك تدرك عواقب الأقتراب منه، فسميته تسبب حالات من اللاشعور والهلوسه تكاد تكون أشبه بالموت البطيء. ولذا، فأنت تنظر إليه، تتجاهل وجوده، ثم تسير مبتعدآ عنه.

لكن ماذا عن الأشخاص السامة؟

هل تم تحذيرك بخصوصهم في الكتب الدراسيه؟ هل قرأت عن آثار سميتهم في المجلات أوالنشرات العلمية؟

فقد يظهر الشخص السام في أي مرحله من مراحل حياتك، و قد لا تلحظ وجوده بتاتا، فهو أذكى من أظهار عدواته أمامك.

تتعدد أشكال ودوافع سمية الناس، لكنهم غالبا مايجتمعون على أنتحال شخصية الصديق الناصح ، فقد يكون الشخص السام أحد المنظمين لحفلة من حفلات أصدقائك، أو أحد المقربين لأفراد عائلتك، وربما يكون أحد أعضاء فريق عملك، أو مجموعتك الدراسية.

أما فيما يخص آلية عمل الشخص السام وآثار سمومه، فهو يجذبك بما يبديه لعينيك المجردتين، فيبرز أمامك معالم جماله الخارجية المزيفه، و يزرع الطمأنينة بداخلك ليغدو قريبا منك، ثم ينفذ الي داخلك كالسم، يدرس نقاط القوة والضعف لديك، ثم من حيث لاتعلم يمتص طاقتك العقليه والجسمية ليتغذى على أنهيارك وفشلك، فتجد نفسك محبط معنويا، مكتئب نفسيآ، متعب جسميا، متسائلا عن أمكانياتك، مشككا في أسباب نجاجك، مقللا من قيمة أنجازاتك، خائفآ من قراراتك، و مسيئا لمن حولك بأنفعالاتك.

كل هذا بعد أن ملأ حياتك بسلبيته ووضع العوائق والحواجز أمام مستقبلك الذي ختم عليه بالفشل.

وهاأنت غدوت داخل زوبعة لاتجد منفذآ للخروج منها بعد أن تعرفت على حقيقته وغرقت في سمه،

وبعد ان اصبح من الصعب عليك التملص منه، فهو يملك رقم هاتفك، ايميلك الألكتروني، حسابك على شبكات التواصل الأجتماعي، وحتى عنوان منزلك.

ولذا، فلتكن يقظا دائما، لتتجاهل، ثم لتسر بعيدا قبل فوات الآوان.