كلمة تكوي بها القلوب وتشرد فصولها العقول ، من شرب من كأسها تجرع المرار والصبار ، فالغربة مدرسة الصبر والإيثار ، يكافح المرء بلا إختيار ، يفقد الغزيز والغالي ضريبة البعد والفراق ، تراب الوطن رغم إنه بعيد ولكنه في الفؤاد ساكن لا يغيب عن الخاطر رغم بعد المسافات ، ينطوي العمر في ثوان ويظن الإنسان أنه أدركه الشيب فجأة ، أجساد تئن من التوجعات بلا رفيق ، عيون تبكي طول النهار ، أذن تجري وراء أخبار الأحباب لعلها تسمع الأفراح ، تفكير بالليل أنهك العقول وغابت في الظلمات ، ما أحلي القمر يرسم الأمل في الغد المشرق ، أرجوحة الغربة لا تكل من الدوران لا تحرم الشخص من التقلبات ، طريق طويل ليس بيدك كتابة محطاته ولا ندري متي يصل القطار لغايته ، شعور الآنا سبق الغاية في الوصول قبل الآخرين ، قليل ما تجد الأوفياء ، الذين في الشدة كالرجال ، وعلي ظهرك مساندون ، وعلي اللقمة مشاركون ، وفي الحزن معاونون ، وفي الفرح قائمون ، غريق في بحر من التوهان يظن أن الحياة هنا فقط وغيرها في الأماكن عذاب وهوان ، من السبب في الهجر والفراق ، وسادة الغربة صنعت من أجود أنواع الشوك والسرير ألواحه من ركام النار والغطاء من موج البحار لا غفوة ولا نوم ولكن فقط انتظار القدر والمكتوب علي الجبين ، يمرض الشخص ولا يجد الدواء ومطلوب منه المقاومة حتي آخر نفس في سبيل قيام البيت ومنعه من السقوط في بئر من الأوحال .
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين