ليكون للمرء قيمه لابد أن يرتبط بذو قيمه ، لكل شيء جمال خاص به من زاويةٍ ما ، أحياناً نستطيع رؤيته وأحياناً يتوجب علينا البحث عنجماليته تلك أو التعرف عليه في بادىء الأمر لنكتشف جماله الخاص الضيق المحدود في حين إن توسعنا بإدراكنا لكل ماحولنا وأطلنا النظرفي كل شيء سنجد الأمر مختلف .. إنهُ جمال الله اللامحدود لاينتهي بنهايه ولايبتدىء ببدايه صعب الادراك التام ، اللامحصور بكيفيه معينه، 

يتجلى جمال الله في مخلوقاته وبديع سماواته وأرضه في كل شيء نراه ظاهراً لنا حتى في أعمق نقطه من قلوبنا 

ظاهراً للجميع وليس الجميع يستطيع رؤيته ، يجدر بأنفسنا أن تحوي نسبةٍ من ذاك الجمال تركض خلفه لترتديه جلباباً تتجمل به ، اللهمُتفضل بجماله دون شك ولكن هناك من يشكر الفضل ويسعى للحفاظ عليه وهناك من لايلتفت إليه فيفوته .

قلنا آنفاً بأن المرء يكتسب قيمته بماهية ارتباطاته كلما كانت الرابطه بين القلب ومايحب قويه اكتسب قيمة أكبر من قيمته وانجذب جماله إليه 

(( الله جميل ويُحب الجمال ))

مامعنى أن يكون الإنسان جميل ؟ كيف يكون ذو جمالاً إلٰهيا ؟ 

العشق الإلهي يكشف البصيره ويصعد بالروح إلى أعلى المقامات إذا كان عاشقاً حقاً فسيرى ذاك الجمال المحيط به من قبل الله تعالىوسينعم باكتسابه وسيكسيه الله بفضله به حينها سيكون الإنسان جميل بجمال الله عز وجل

الجمال الإلٰهي يُمكن أن يُرى بالروح وبالجسد معاً (( خلوا بالله في ظلمات الليل فكساهم من نوره فنراه ظاهراً في وجوههم ))

كما أن الروح لها النصيب الأعلى من ذاك الجمال كلما تمتعت الروح بجمال الله كلما كان ظاهراً جسدياً فعن علياً أمير المؤمنين "ع" : "لاجمال أحسن من العقل ".

وأروع مثال لجمال الله سبحانه هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ابتسامته وعطاءه ورأفته ولطفه لجميع الناس 

قال أمير المؤمنين "ع" : "كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ، ولا غليظ ولا صخاب ، ولا فحاش ، ولا عياب ، ولا مداح ،يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه".

"مارأيت إلّا جميلا"

حتى في أصعب الابتلاءات النازله من الله نرى جمال الله كانت العقيله عليها السلام رغم مصائبها إلا أنها تُخبر بجمال الله في ابتلائه.

كل  شيء مرتبط بالله فهو جميل وكل قلب مليء بالله فهو جميل ولايُرى منه إلا الجميل لاسيما فيما بينه وبين البشر ، قلباً تراه فترى جمال اللهفيه .

"اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْمَلِهِ، وَكُلُّ جَمالِكَ جَمِيلٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ.."