وإذا افترقن تكسرت آحادا ...

رحيم الخالدي

بيت شعريّ سمعته من المعلم في الإبتدائية، بداية سبعينات القرن الماضي ولا زلت أحفظه، بل أُحِبُهُ كثيراً لان المعلم آنذاك، بذل جُهداً في إيصال أصل الفكرة من البيت الشعري .

كأننا منذ ولدتنا أمهاتنا، يتم تعذيبنا بيد أهلينا وأبناء جلدتنا بقصد! أو من دون قصد، تارة من أجل المال، وتاره أخرى من أجل المناصب أو المكاسب السياسية! والضحية نحن الفقراء؟!

تعاقب على حكم العراق كثيرون، وهم جائرون حتى الحكومة الحالية! كوننا لم تستفد منها شريحة الفقراء، وهي الأكبر لحد يومنا هذا مع الإنفتاح الكبير وحرية الرأي، وفشلت في إراحة الشعب العراقي، وإزالة كل العوامل التي كانت تقف عائقاً، وهذا ناتج من سوء إدارة السلطة، وعدم الدراية والحنكة! مما جعلنا نخرج من أزمة لندخل بأخرى أكبر من سابقتها، وآخر ما طفى على السطح الطائفية القومية بين الشعب الواحد، وأسبابها السياسيون كلهم! عرباً وكرداً وليس القومية الكردية فقط، مع الإشارة للسلطة الأكبر في الحكومة بعدم إحتوائهم بالطرق الدبلوماسية، إضافة الى إستعمال لغة التهديد والوعيد من قبل أشخاص ليسوا برجال دولة، ونحن نعيش حرباً مع الإرهاب لا نعرف لها نهائية، إضافة للفساد المستشري في كل الدوائر الحكومية بلا إستثناء، وإن كان المتسلط في حكومة الإقليم يعيش أحلام الديكتاتورية، وإعطائه المجال طوال السنين الفائتة، ومن غير الممكن في تطلعاته أن يتم عزله بهذه السهولة، وبالطريقة المعروفة الإنتخابات والديمقراطية، وقد رأينا ماذا فعل مع الجهة المعارضة في تجديد ولايته، وهو الذي تعلم بالأمس من طاغية العراق صدام كيف يحكم بالحديد والنار، وعلى الحكومة الاتحادية سلك الطريق الدبلوماسي هو أسهل الطرق، والقانون هو الحكم الفصل، لان الإقليم جزء من العراق وميزانيته تقرها بغداد، وهنالك عوامل عدة جعلت البارزاني ينآى بنفسه ويرتمي بأحضان الغير، كونه تصرف بكل الذي جرى من خلال التوقيع له على ورق أبيض! لقاء الولاية الثانية والثالثة !.

  الإحتواء يتم وفق المصداقية في التعامل، وعلى الطرف الآخر التعامل بالمثل أيضاً، والرجوع للحكومة الإتحادية في إتخاذ أي قرار، وليس الإنفراد والإنعزال لأنه سيؤدي بالتالي الى تضارب! وهذا خارج سياقات الدولة المتكاملة .

حكومة الإقليم عليها تحديد مسارها، فلحد اليوم لا يعرف العراقيين على أي من المسارين تسير العملية السياسية في الاقليم، هل هي فيدرالية؟ أم كونفدرالية! وحتى في الحالتين يجب الإلتزام مع حكومة المركز وعدم التفرد، وأبسط دليل على المخالفات هو تصدير النفط خارج السياقات والنظم!  وهذا النفط هو ملك لكل العراقيين، وميزانية الإقليم جزء منه، فهل سنشهد في الأيام القادمة صفو الأجواء! وعدم جر البلاد الى ما لا يحمد عقباه ؟.

الإتحاد مع باقي المكونات من الشعب، بعربه وكرده وسنته وشيعته وباقي المكونات، هو من يقويك لأنه في الإتحاد يصعب على الأعداء التحرش أو التدخل في أمورنا الداخلية، وأما وعود أمريكا الكاذبة، اليست هي بالأمس من ساعد صدام! وأمده بكافة الأسلحة والعتاد، ومنها الكيمياوي الذي أصابكم سهم منه في حلبجة وأخيراً البيت الشعري أبلغ من الكلمات " تأبى العُصِيُّ إذا إجتَمَعْنَ تَكَسُراً وإذا إفتَرَقْنَ تَكَسَرَتْ آحادا" .