كتب الأستاذ: #محمد_جربوعة

(وُقعت اتفاقية (سايكس "البريطاني"، بيكو "الفرنسي") عام 1916م، وكانت سرية! ولولا أن الروس كشفوها بعد سنوات من توقيعها، لما عرف عنها ضحاياها من الدول المقسمة شيئا!

ومن طرائف ما سمعت حول هذه الاتفاقية، ما حدثني به صديقنا الأستاذ أحمد إبراهيم وزير التربية والثقافة ورئيس البرلمان الليبي (السابق) -فكّ الله أسره- من أنّ راعيا ليبيًا كان قبل هذه الاتفاقية بسنوات.. يعيش هائما في الصحراء يرعى إبله ومواشيه..

ولم يعهد الراعي أنّ أحدا أوقفه في هذه الصحراء بين ليبيا ومصر وتونس والجزائر.. فقد كان يذرعها دون حدّ!

لم يكن لهذا الراعي علم بشيء غير الرعي والصحراء ونباتاتها وعلومها وآبار مائها..

وبعد الاتفاقية، أوقفه بعض الحرس الليبيين أو المصريين أو التونسيين أو الجزائريين، ومنعوه من الدخول! وسألوه:
_ من أي بلد أنت؟!
قال:
_ أنا عربي من هذه البلاد، بلاد العرب!
قالوا:
_ نقصد من أي بلد وقُطر؟ من ليبيا أم تونس أم مصر أم الجزائر؟
قال:
_ وما هذه الأسماء؟! أنا لا أعرفها! أنا أرعى هنا منذ عقود دون حدود..
قالوا:
_ الآن صارت هناك حدود.. وهذه دول!
قال:
_ دول جديدة؟!
قالوا:
_ نعم!
قال:
_ أنا لا أعرف إلى أي بلد من هذه أنتمي، لأني أقدم من دولكم هذه)!

________
* (فك الله أسر أخي العربي الشهم أحمد إبراهيم الذي يأسره الأتراك والأعاجم في بلاده العربي) .

___
#محمد_خمفوسي