اليوم هو 23/03/2023 الذكرى السنوية الثالثة لإعلان الحظر في مدينة الرياض والمدن السعودية جراء الفيروس اللعين الذين انطلق من ووهان الصينية بداية العام 2020 وتفشى في كل بقعة في الأرض* .
لا يوجد مصادر دقيقة عن عدد الموتى بسبب كورونا منذ إعلان فشل المؤسسات الصحية في العالم وحرق مقراتها بعد أن اصبحت اماكن موبؤة غير قابلة للتعقيم. أفضل المصادر وأكثرها تفاؤل تقول بأن عدد الموتى بسببه يقترب من مليار ونص المليار.
بدأت أفقد قدرتي على البقاء في المنزل وحيداً وتتوق نفسي بأن ألتقي أي إنسان اتبادل معه حواراً قصيراً مثل "تفضل تقهو معنا " حتى لو كلفني عمري ، ولازالت في ذاكرتي تعابير أخر شخص قابلته، كان موظف مغسلة الملابس قبل سنة وثلاث أشهر قبل أن تعلن الحكومة منع إلتقاء أي شخصين لأن الفايروس تحور واصبح يعيش في الهواء كوسط مثالي لساعات.
اصبحت التقط وجبتي التي اطلبها عبر تطبيق القوات الأمنية الخاص بتوصيل الأكل قبل اكتمال ثلاث ساعات كحد أدنى كما وجهونا من وضعه أمام بابي، من شدة الجوع. استحدثت الحكومة تطبيقات لخدمة المواطنين في منزالهم بعد انهيار الشركات الخدمية .
وكلما هممت بالخروج من عتبة المنزل لاحت في ذاكرتي الطلقات التي اخترقت شابين ، اتذكر جيداً في ذلك اليوم عندما اعلنت السلطات عن إجازة هيئة الإفتاء قتل أي فرد يخالف قوانين الحضر ويخرج من منزله لما في ذلك إفساد في الأرض وإهلاكُ للنسل وقتل عمد على حد قولهم. كنت انظر لهما من الشباك حتى وصلت دورية أمنية وقتلتهم وغادرت.
اشتم رائحة جثة متعفنة تدخل علي من شباكي المقابل لشباك جاري وأحاول إقفالها بأكياس نايلون ، واعلم بأنه فعلها وانتحر قبل حوالي شهر كما قال لي في آخر محادثة بيننا عبر الواتساب بعد أن حاصره الإكتئاب وفقد الأمل.
تمضي الأيام ثقيلة ولم أعد اركض خلفها كالسابق وهي هاربة مني ، بل أنا وغيري لحقناها وبتنا معلقين في قدميها لذلك تخطو بصعوبة، نرجو أن تصل إلى خط النهاية أو ترتقي بنا من كل هذا الموت والخوف.