الفيلم الذي تم إنتاجه بأواخر القرن الماضي هو تجسيد حي للبراعة والإتقان ، فمنذ الإعلان عن تولي المخرج الصيني جون وو مهمة إخراج العمل بدا أن منتج الفيلم ديفيد بيرموت وشركاه يودون تقديم تجربة فنية مميزة ومثيرة .
وو لم يكن له باع طويل في هوليود على عكس الحال بالسينما الصينية فهو لم يكن قد أخرج سوى عملين قبل تلك التجربة ، الأول Hard Target بطولة النجم فاندام وحقق عائدات مالية قدرت بنحو 74 مليون ، والثاني Broken Arrow الذي شهد التعاون الأول بينه وبين النجم جون ترافولتا وحقق عائدات مالية قدرت بنحو 150 مليون دولار . الرجل القادم من هونج كونج رفض خيار المنتجين بإسناد الأدوار لسيلفستر ستالوني وأرنولد شوارزنيجر وقرر إسنادها لمن يعرف قدراته جيدًا جون ترافولتا ونيكولاس كيدج .
المشهد الأول جعل المشاهدين يتفاعلون مع الفيلم ، لأن بالطبع الجميع تأثر بمقتل الصغير مايكل آرتشر (مايلز جيفري) بمدينة الألعاب ، المميز بعد ذلك هو نقل الفيلم للمستقبل بعد ذلك بست سنوات وجعل المشاهدين الذين نال جون آرتشر (جون ترافولتا) تعاطفهم ينالون ما يريدون وهو الإنتقام دون الخوض في تفاصيل المطاردات المستمرة من جون آرتشر لخصمه كاستور تروي (نيكولاس كيدج) والتي كانت تنتهي بالفشل .
فكرة تبادل الأدوار كانت أساس القصة وأجمل ما فيها ، لأنه عندما تتابع الأحداث تجد أن عملية التبادل جعلت المشاهد يشاهد تجربة إستثنائية ويرى ترافولتا وكيدج كل منهما في حذاء الآخر ، ومكنته من التعرف بصورة أوضح على مدى براعتهم الفنية .
المشاهد التي بُنيت على المعاني الإنسانية كالحب والثقة والغضب والإِخِوة سواء علاقة الأب والإبنة والزوج وزوجته والشقيق وشقيقه كانت مؤثرة وجميلة وتركت لدى المشاهدين إنطباع جيد ، ولا يمكن أن نقصر الثناء على بطلي العمل وأن نغفل حق جينا غيرشون (ساشا هاسلر) وجوان ألين (إيف ارشر) في نيل الإشادة .
العمل أسدل ستار النهاية في الأخير بالطريقة المثلى المحببة لدى المشاهدين وانتصار الخير في معركته ضد الشر، لكن مع منح هذا الإنتصار مذاق أجمل بفضل تعويض جون آرتشر عن فقدان ابنه مايكل بالحصول على ابن كاستور تروي وساشا هاسلر آدم (ديفيد مكورلي) وتبديل دموع الحزن في المشهد الأول بإبتسامة في الختام .