عندما شاهدت فيلم الأيدي الناعمة للمرة الأولى ، كنت معجبًا للغاية بكيفية تطوير الكاتب يوسف جوهر لعمل الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، ومنحه بعدًا جديدًا جعلنا نستمتع بعمل جديد كليًا لا يربطه بالرواية الأصلية سوى الإسم .
جوهر أبدع في إعادة صياغة العمل وبناء الشخصيات خاصة الرئيسية المتمثلة في شخصية البرنس فريد الذي جسده الفنان أحمد مظهر في الفيلم الذي تم إنتاجه عام 1964 ، فبينما كان الهدف لدى توفيق الحكيم هو بيان قيمة العمل وتأثيره على الواقع المصري منذ البداية ، جاء جوهر وقلب العملة للوجه الآخر .
الغرور والاستعلاء التي كانت بمثابة صفات رئيسية في شخصيات الباشوات والأمراء في هذا العصر جعلت البداية مميزة وجاذبة للمشاهدين ، لأنه نجح في منح المشاهدين فرصة متابعة عملية تجريد الشخصية الرئيسية من ذلك بكل براعة ، على عكس الحال في الرواية الأصلية حيث جاءت الشخصية مجردة مسبقًا منها ومتقبلة لرياح التغيير بصدر رَحب .
الشخصيات الأخرى تظهر بعد ذلك تباعًا وكل منهم يضع بصمته المميزة المرفقة بتجسيد لن تفيه كلمة رائع حقه من جميع أفراد طاقم العمل وعلى رأسهم بالطبع الفنان صلاح ذو الفقار (الدكتور علي حمودة) والجميلتان صباح (كريمة) ومريم فخر الدين (جيهان) .
ولكن كيف لَعب الحب دور البطولة ؟ ، مشاعر الحب التي جمعت بين البرنس فريد (أحمد مظهر) وكريمة إبنة الشيخ عبد السلام (صباح) نجحت في خطف دور البطولة من قيمة العمل لأنها لم تكن قط عادية بل كانت مؤثرة ودافعة للتغيير ، التغيير الذي تمثلت صوره في خروج البرنس من عباءة المظاهر الخادعة وارتدائه قفاز العمل وتحقيق الأهداف ليكون جديرًا بهذا الحب والدعم .
الصداقة والدعم والحب والعائلة وحتى السخرية كانت معان بارزة وموضوعة بإتقان ضمن الإطار الدرامي الأساسي وجعلت المشاهدين أكثر إتصالا بالعمل ، وهو شئ ضاعف من جرعة المتعة وجعل الفيلم يترك بصمة خالدة .