سبحان الذي أتى بشهر يغفل عنه كثير من الناس، شهر يعبِّد الطريق، ويهمد الطريق ويوصلك بالله، شهر القراء لأجل شهر القرآن شهر شعبان لشهر رمضان
أتاكم ذلك الشهر في فراغ فلا تكن من البطالين، أيقظ قلبك وهذب نفسك، وشد أزرك، واذهب إلي ربك يهديك،
لما أدرك الأذكياء قيمته أغلقوا دكاكينهم وفتحوا مصاحفهم، فصاروا إلي ماصاروا إليه، ربما أخبرك الجميع عن الخطة الرمضانية التي تشعر بالعجز عنها، ولكن مهلًا الخطة الرمضانية تبدأ بركض القلوب لمولاها في شعبان، إنه شهر السقي فلتسق قلبك غيثًا وقرآنًا، يزهر القلب ويربو... فإن هممت فباد وإن عزمت فثابر وأعلم أنه لايدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر
التوبة:
لما أراد سليمان ﷺ الملك بادر بالتوبة والإنابة"قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" (35)
فأبدأ بالتوبة واستغفر ربك كثيرًا تطهر قبل دخول الشهر، واعلم أن التخلية قبل التحلية
ثم أبدأ بالدعاء:
الدعاء دليل اجتباء واصطفاء قف علىٰ باب مولاك بفقر ثم ارفع كفيك بقوة فإن عملك يرفع في ذاك الشهر، وتدبر في أسماء الله الحينى وتدثر بصفاته العلا، وأخلع يأسك من ذنبك وتوضأ باليقين.
تجديد العهود مع الله:
عاهد الله على ترك الذنوب واعقد ميثاق التجديد، تحدث مع الله بأشواق العارفين وسلوك العاشقين ولحظات التائقين، سر سيرَ المُحبّ، بخطىَ ثابتة، وعزائم راسخة، فمن أصر على الوصول وصل وقبله الله بخطاه العرجاء،
لا تترك وردك:
وردك وريدك إن قطعته مت اطوِ قلبك من الآن على نية ختم القرآن، ستُنهضك هذه النية يومًا..ومن يهاجِرْ بقلبه وجوارحه إلى ربه فيبدأ بقراءة الفاتحة ثم يدركه الموت وهو في مطلع البقرة فقد وقعت ختمته على الله ..
جلسات ربانية:
اجلس جلسة ربانية فتش فيها عن المعاني الجلية في الآية واعرف المراد منك، مثلًا :تتبع كل نداء من الله "يا آيها الذين آمنوا"قل لنفسك الله ينادني وقف على نفسك من ذلك الله النداء. تحدث مع أخوانك وأخواتك، مع أهلك مع زوجتك/زوجك عن خططهم وآيات الله كن مشعلًا لهم وخذ بأيديهم.. فإن اك في كل خطوة لهم أجر..
أعد صياغة نفسك بالصلاة:
الصلاة صِلة بين العبد وربه والحبل الممدود بينك وسماء رحمةِ الله، هذا الحبل لو انقطع تعس العبد وخسر، ومامن شيء في الأرض سيعوض عنه، فأخلع الدنيا من قلبك وأنت مع مولاك. فتش في التلاوات بأصوات تحبها الله جعل بعض الآيات مفتاحها في تلاوتها بطريقة عذبة تغزو القلب فيخر لمولاه ساجدًا
النية:
كن تاجرًا حذقًا واصنع النية في كل عملٍ صغيرٍ تقوم به، وعد نفسك في تجارة فردية فخير الأعمال التي بين العبد وربه.
المبادرة بإنهاء أية أعمال قد تعطلك في رمضان:
من المهم أن تنظم وقتك وتنهي أعمالك فهذا دليل الصدق وعلامة السعي.
الصيام:
تقرب إلي الله في شعبان بالصوم وعود نفسك عليه فإن كانت التوبة والذكر تدريب للقلب فإن الصيام تدريب للبدن مرضاة للرب.. وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى، وهي أن ذلك الصوم بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان .
الفرح بقرب بلوغ هذا الشهر العظيم:
أتتخيل معي إن لك ربًا ليجازيك على الفرح بالعبادة، فكيف بفعلها؟
وأعلم رعاك الله من لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان، كيف يريد أن يحصد في رمضان،وها هو رجب قد اقترب فما أنت فاعل فيه وفي شعبان إن كنت تريد رمضان. وما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات؟ .
وإني والله لأقول هذا ولست خير من يقول، بل آخرهم والله المستعان...