"بعد خمس سنوات من العيش في برشلونه حلمتُ أنني أحضر مأتمي بالذات، وأنني أقف على قدمي، وأمشي بين جماعة من الأصدقاء يرتدون ملابس الحداد الوقورة، ولكن بحماسة احتفالية، وجميعنا كنا نبدو سعداء باجتماعنا معًا. وكنتُ سعيدًا أكثر من الجميع بتلك الفرصة السارة التي منحني إياها الموت للقاء أصدقائي من أمريكا اللاتينية... أقدم الأصدقاء وأحبهم إلى نفسي، ممن لم أرهم منذ زمن طويل، وبعد انتهاء المراسم، حين بدءوا بالانصراف، حاولت مرافقتهم، لكن واحدًا منهم جعلني أرى بقسوة حاسمة أن الحفلة بالنسبة إليّ قد انتهت. فقد قال: أنت الوحيد الذي لا يستطيع الانصراف من هنا.
وعندئذٍ فقط أدركت أن الموت يعني عدم اللقاء مع الأصدقاء إلى الأبد.*
*ماركيز- من مقدمة كتابه (١٢ قصة قصيرة مهاجرة)