بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. لقد أكرم الله تعالى أمة الإسلام بكتاب أحكمت آياته، وبهرت الخلق معجزاته، إذ أنزله على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لعمارة الأكوان، وتزكية الإنسان، وتنوير العقل، وتقديم العلم، فجعله دستور الأرض الذي إليه نحتكم، وبه نستقم، فأقامه على دعائم البرهان، وأزال به الأوهام وأوجد فيه الأمثال للاتعاظ والاعتبار.
القرآن الكريم: دستور إلهي يدعو إلى التأمل والتفكر
إن ما نعايشه اليوم ونشاهده من مصائب وشدائد، تدعوا الإنسان إلى وقفة تدبر وتفكر، في كتاب الله تعالى الأعظم، من أجل أخذ المواعظ والعبر، قال تعالى: ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة ص: 29]. فكلما ازداد العبد تأملا فيه ازداد علما وعملا وبصيرة، لذلك أمر الله بذلك وحث عليه، قال جل في علاه: ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) [سورة النساء: 82]. فهلا يتدبر الإنسان لكتاب الله، ويتأمله حق التأمل، فإنه لو تدبره، لدله على كل خير، ولحذره من كل شر، ورغم هذا، ما زال من على قلبه غشاوة تمنعه وتصرفه عن تدبر ذكر الله، قال تعالى: ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ) [سورة محمد: 24]. إن القرآن الكريم لشفاء ورحمة من الله تعالى، فبه يزول الغم، ويرفع الهم، ويفرج الكرب، فقط يحتاج لقلب صادق، وتعلق ويقين قوي بالله جل جلاله، يقول ربنا الأكرم: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) ) [سورة الإسراء]. فعندما ينعم المنان ذو الجلال والإكرام على الإنسان بالنعم، يفرح بها، ويعرض وينأى بجانبه عن ربه، فلا يشكره ولا يذكره، أما من هداه الله فإنه، عند النعم، يخضع لربه، ويشكر نعمته، وعند الضراء يتضرع، ويرجو من الله عافيته، وإزالة ما يقع فيه، وبذلك يخف عليه البلاء. انطلاقا من هذا المقصد العظيم الذي جاء به القرآن الكريم، أخذت قلمي مستعينا بالعلي القدير، أتأمل آيات الكتاب الحكيم، فخرجت بنقط عديدة في بالغ الأهمية، لها علاقة بموضوع الساعة، ألا وهو "بلاء وباء كورونا" وهي على الشكل الآتي:
القرآن الكريم مطية لمعرفة رحمة الله تعالى وكرمه:
مما لا ريب فيه أن القرآن الكريم حبل موصل لمعرفة الله جل شأنه، فبفضله يزداد العبد تعلقا بربه، واعترافا بقدرته وعظمته، وتقديرا للطفه ورحمته بعباده، فبشرى لأهل الوصال، بهذا القرآن المجيد، الذي يزخر بالعديد من مشاهد كرم الله ورأفته ورحمته بعباده، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [سورة الحج: 65 / سورة البقرة: 143]. وقال سبحانه وتعالى: ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [سورة الحديد: 9]. فانظروا أيها الأحباب إلى سعة كرم الله ورحمته تبارك وتعالى، فما يزيدنا هذا إلا أن نتوكل عليه، في السراء والضراء، وأن نصبر على ما ابتلانا به جل في علاه، قال تعالى: ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) [سورة إبراهيم: 12]. ولنتذكر جميعا أن الله غفور رحيم، يغفر الذنوب جميعها، ويقبل التوبة عن عباده، فلم الذعر والجزع والخوف، لا تقنطوا من رحمة الله ! عباد الله ! قال ربنا الكريم: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) ) [سورة الزمر]. وقال عز وجل: ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) ) [سورة الأنعام]. وقال تعالى: ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)) [سورة الأنعام]. اعلموا أيها الأحباب أن الله تعالى كريم حليم، يمهل ولا يهمل، فلو أراد أن يعذبنا ما ترك على وجه الأرض من دآبة، يقول سبحانه: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) ) [سورة فاطر]... فلا يسعنا إلا الالتجاء إلى الله تعالى، حتى يرفع عنا هذا البلاء، فلا ملجأ إلا إليه، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ( لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ) [سورة التوبة: 118].
أهمية العلم ومكانة العلماء:
في ظل هذه الظروف والكروب التي نمر بها، تبين لنا عظمة ومكانة العلم والعلماء، الذين يضحوا من أجلنا، ويعملوا على إيجاد حلول للأمة للتغلب على هذه الظرفية، طبعا بتوفيق من الله جل في علاه، وهذا ليس بغريب على القرآن الكريم، وديننا الحنيف، الذي اهتم أيما اهتمام بالعلم والعلماء، وعظم ونوه بمكانتهم، لأنهم مفاتيح التقدم والرقي، والنهوض من مستنقعات الخسة والرذالة والمهانة، أما أصحاب هذه المستنقعات، فلقد اختفوا مع ظهور الأزمات... لذلك نوه القرآن الكريم بالدور الكبير الذي يقوم به هؤلاء العلماء الأخيار، فهم أهل العقول الزكية الذكية، الذين يؤثرون العلم على الجهل، وطاعة الله على مخالفته، لأن لهم عقولا نيرة ترشدهم للنظر في العواقب، بخلاف من لا لب له ولا عقل، فإنه يتخذ إلهه هواه... قال الله تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) ) [سورة الزمر]. فصاحب العلم النافع يحقق الخشية، التي توجب له الانكفاف عن المعاصي والاستعداد للقاء الله، وهذا دليل على فضيلة العلم، فهو أداة خشوع وخضوع لله، ومطية يقين. قال الله تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28).) [سورة فاطر].
قيمة الصبر عند الشدائد:
دعا الخطاب القرآني في أكثر من موضع إلى التحلي بالصبر عند الشدائد والمصائب، ليمتحن الله عباده ويقيس درجة إيمانهم به، قال تعالى: ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) ) [سورة الطور]. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) ) [سورة البقرة]. ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) ) [سورة الأنفال]. كما أن الله تعالى يحب العبد الصبور مصداقا لقوله: ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) ) [سورة آل عمران]. وأيضا جاء فِي الحديث الصحيحِ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه قال: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَقْضِي اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ». عجبا لأمر المسلم أمره كله خير، فلا تفزعوا إن الله سيبدل هذه المحنة منحة، فأحسنوا الظن بالله. ومن مقتضيات هذا الإحسان أن نتحمل الابتلاءات والشدائد بيقين دون جزع أو شكوى. فالصبر بلا شكوى صبر جميل - وهو تجرع المرارة من غير سخط كما عرفه الجنيد رحمه الله - وهو الصبر الذي التزم به النبي يعقوب عليه السلام، عندما حصل الفراق بينه وبين ابنه، فقال: ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) [سورة يوسف: 18]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل قول الله له: ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ) [سورة المعارج: 5]. فيا من اقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم... اصبر كما صبر الرسول الكريم... اصبر، اصبر، فو الله ما ضاع ولا خاب صابر، قال جل وعلا: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ) [سورة الزمر]. إن الصبر طريق الإمامة، وسبيل الفوز يوم القيامة، قال ربنا الأكرم: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) ) [ سورة السجدة].
نعمة الابتلاء:
أيها الأحباب، اعلموا أن الله تعالى لا بد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده؛ قال تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) ) [سورة البقرة]. لقد استعلن الفساد في الأرض، حتى حلت الآفات، وظهرت الأزمات، بسبب ما قدمت أيدي البشر من أعمال فاسدة، قال تعالى: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)) [سورة الروم]. لكن الله تعالى أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته على عباده، حتى يستقيم أمرهم، وتصلح أحوالهم... فاصبروا صبرا جميلا. قال الله تعالى: « أبتليهم لأخفف عنهم ثم أشفي أوجاعهم، فصبرا جميلا ». ولنا في رسول الله قدوة حسنة، ففي أوقات الشدة والابتلاء كان عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يقول: « إني عبد الله ولن يضيعني ».فاعتصموا عباد الله بحبل الله، وتيقنوا وتأكدوا من قدرة الله تعالى على رفع هذا البلاء... إن المتأمل والمتدبر في سنن تدبير الخلق يلحظ أن كلما تزخرفت الأرض، واكتست في زينتها، وصارت بهجة للناظرين، ونزهة للمتفرجين، وآية للمتبصرين، واغتر أهلها وحصل معهم طمع بأن ذلك سيستمر ويدوم، آتاها بأس الله فجأة فكأنها لم تكن ! قال سبحانه: ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) ) [سورة يونس].
وجود المحن والشدائد والمصائب يستفاد منها أن:
- الابتلاء مظهر من مظاهر قوة الخالق وقدرته الغالبة وحكمته البليغة في تدبير شؤون خلقه وعباده.
- الابتلاء نعمة من الله تعالى لعباده، فهو كفارة ومغفرة وتطهير للعبد من الذنوب والمعاصي.
- الابتلاء رسالة ربانية انذارية لما سيعيشه كل فرد مكلف يوم حسابه ومساءلته...
وقبل الانتهاء من هذا الباب، تذكروا أن يوسف عليه السلام كان مدللا في حضن أبيه، لكنه مع البلاء صار عزيز مصر؛ إن الله تعالى لا يبتلي عباده بشيء إلا وبه خير لهم فلا تحزنوا وأبشروا فإن الله معنا.
أهمية الدعاء والاستغفار والتوبة في رفع البلاء:
من أسباب الوقاية من هذا البلاء الذي عم الأرجاء، الدعاء والتوبة والاستغفار، فلن أكثر الكلام بخصوص هذا الشأن، لأن القرآن الكريم حافل بما يدل عن هذا، فيكفي أن نستدل في هذا الباب بهذه الآيات الكريمات، قال تعالى:
( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) ) [سورة الأنعام]
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ) [سورة البقرة]
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) ) [سورة غافر]
( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ) [سورة الأنفال]
( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) ) [سورة الشورى]
ولنا في سيدنا أيوب عبرة إذ مسه الضر فنادى ربه، فاستجاب له ربه قال ربنا: ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) ) [سورة الأنبياء].
فالأخير أوصيكم أحبابي الكرام ونفسي بتقوى الله، وأن نتضرع إليه، وأن ندعوه حتى يكشف عنا هذا الوباء... ولنعود إلى كتابنا الحكيم، فقد شمل على كل شيء فعليه نتوكل وإليه مرجعنا... وأختم بقول الشاعر:
إذا ألقى الزمان عليك شــــــــــــــــــــــــــــــــــرا *** وصار العيش في دنياك مـــــــــــــــرا
فلا تجزع لحالك بل تذكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر *** كم أمضيت في الخيرات عمــــــرا
وإن ضاقت عليك الأرض يومـــــــــــــا *** وبت تأن من دنياك قهـــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
فرب الكون ما أبــــــــــــــــــــــــــــــــكاك إلا *** لتعلم أن بعد العسر يســـــــــــــــــــــــــــــــــرا
بقلم: مراد الشكدالي