لطالما تمنيت في صغري ان اكبر و حلمت كثيراً أن أرى نفسي ناضجة مثل هؤلاء الكِبار ، و ياليتني ما تمنيت !

حياة الكبار ليست بحياة إنها مثل الدوامة حينما تدخل فيها لا يمكنك الخروج ابداً.

مسئوليات متراكمة ، أحبه يفارقوننا ،هموم و مشاكل لا نعرف كيف الطريق لحلها.

ما زلت اتخيل حياتي في الصغر حين كانت أقصى أمنياتي أن احصل على لعبة أعجبتني و حين كان أقصى ما يزعجني هو عدم السماح لي بالخروج من المنزل ،متى مرت تلك الايام يا ربي ! هل حقاً كبرت ؟ هل سرقتنا الايام بالفعل ؟ و سرقت زهرة شبابنا في دوامتها الخبيثة !

و على الرغم من تلك الهموم و المشاكل التى أمر بها لا تجدني إلا مبتسمة دوماً احاول اخفاء ما بداخلي من ضوضاء لا يسمعها أحد غيري.

يظنني الناس كما لو أن حياتي جنة لا يعرفون كم اعاني في تلك الحياة لا يعرفون كم أبكي كل ليلة على حالي الذى توصلت اليه.

سيأتيك شعور بأنني أنثى ضعيفة الشأن و لكن لكل انسان قدر من التحمل و ما وصلت إلى تلك الحالة الا بعد تحملات مزقتني و مزقت قلبي إرباً إرباً !

الجأ دائما بعد كل صدمة أمر بها في حياتي إلى غرفتي الحبيبة و اتضرع الى الله خفية أن يراني أحدهم أبكي فيسألني عن حالي فلا استطيع الجواب.

أصبحت مضطربة غير قادرة على البوح بما في داخلي لأحد لأنه لن يفهمني أحد لذلك أندم على حياة الشباب تلك و اشتاق أشد اشتياق إلى طفولتي الجميلة الخالية من هذا الهراء كله!

أصبحت غير قادرة على تحديد أهدافي ماذا أريد ان افعل ؟ لا اعلم !

و صار اليوم مثل الأمس أيام متكررة لا يوجد بها شئ جديد الفارق الوحيد انها تُخصم من تعداد عمرنا !!