a
athary

قارئة، عربية.

مدة القراءة: دقيقتين

ملامح الغربه

‫الساعة الخامسه فجراً ، كان على سالم ان يذهب الى المحطه ، محطة القطار التي اُفتحتت للتو، لكي يستقبل عمه مازن ، عمه الذي ظهر فجأه ، لقد طال غيابه ربما لأكثر من عشر سنوات ، كان غائباً عن العائله ، غياب الذي رحل و كان لاينوي العودة ، غياب الذي تحطم أملهُ في كل شيء، ولم يعد هناك حاجة للعودة ، كان مازن شديد الغلظه ، ربما ذو طبعٌ غليظ لكنه صاحب واجب لايتأخر حينما يحتاجه أحد ، لقد حاكته الحياة بالقسوة ، بقسوة شديده مؤلمه ، غير أبهه!‬

‫عندما كان صغيراً فقد امه في حادثة طلاق ، ظل لايراها لعدة شهور ، عاش مع زوجة ابيه ، بنات خاله اليتميات ، وبعض القرابه الذين يسكنون الحاره بالقرب من بيت عائلته، نشأ بكثير من الاهمال ، بكثير من التوبيخ ، بكثير من البكاء عند النوم ، كان يبكي لانه يفتقد امه ، ويبكي لانه وحيد بين هولاء ، و يبكي لأن أحدهم وبخه في النهار ، و يبكي لأنه اعتاد ان يبكي بدلا من ان تحكى له حكاية قبل النوم ، كان يبكي ، و كان البكاء يغسل روحه من كل الترسبات ، ليحوله الى قسوة متعمده ، قوة غليظه ، جراءه لا تابه بأحد، هكذا نشأ مازن .. الرجل الستيني، الذي تشعر بالحياء حينما تراه ، وربما تشعر بالخوف او الهيبه عند حضوره ، من بعيد اتسائل، ماذا لو نشأ في بيئه اخرى؟ في بيت اخر ؟ على ماذا سأ يستند ؟ الغلظه ام القسوه، الهروب الدائم الذي يطوق حياته، ام الاستقرار و العيش بحنان و رأفه.‬

‫يبدؤ ان مازن يظهر بلحية بيضاء تكسي وجهه بخفة ، عنياه المنتبه ، سرعته بالحديث و المشي، عدم الترويء الواضح على محياه ، القسوه في حضوره ، كل ذلك امر اكتسبه من الغربه، و الغربه تحكي عبره كيف تكون. ‬

‫لماذا عاد ؟ .. كان الجميع يتسائل في اول الامر، لكنه كان يعاني من التهاب ألم به من التدخين الشره الذي يتعاطاه ، كان واضحاً انه يفتقد من يراعاه ، لذا قرر العوده ، و لكن بعد هذا الغياب من سيستقبله؟ ‬

a

athary

قارئة، عربية.

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات