لم يكن في يومه، لقد كان مشتت الذهن عندما رأيته في الصباح، لم يلقي لي بالاً، هونت من ذلك وقلت لنفسي؛ لم ينتبه.
لقد اختلط حُبه في قلبي بشكل لم أشعر به، كنت أراه كـشاب عادي، لا يعني لي شيئاً، لا يعني لي شيئاً إطلاقا.
لكنّني أحسسّت بوجوده، حينما أنتبهت له، و كأنه لم يكن في الوجود.
لم يكن موجوداً في عالمي من قبل قبل لحظة الأنتباه هذهِ، إن لحظات الأنتباه.. لحظة دقيقه في حياتنا، ربما لا نتذكر كيف بدأت ؟ انما هي لحظة فارقه حتما في مجريات دواخلنا وربما حياتنا كُلها فيما بعد.
كان شاباً يكبرني بعام ، ربما أكثر ، ربما في نفس عمري ، لكنني لا اتوقع ان يكون أصغر مني، لأني لا أنتبه لمن يصغرني، او انتبه و يكون إنتباهي بإحساس الامومة او الأخت المسؤوله او اللاشيء، ولا أعلم لما ذلك الشعور يتملكني ؟
لنعود له، كان شابًا مميزا، وربما لو تحدثت عنه لإحدى صديقاتي لـقالت " انه عادي " بل " جداً عادي " .. بعدها سأضحك ، ربما لأنها لم تُعجب به ، او ربما إحساسي بتفوق ذائقتي او إختلافها او حتى تفردها!
كل هذا الحديث و انا لم اتحدث عنه، كل هذا الحديث و انا أصف الشعور الذي خلفه بداخلي.
لقد كان كما وصفته، بعمر السادسه و العشرين ربما ، مستقيم القامة و احياناً يمشي بشكل معوج!
ملامحه رقيقه، تميل ان تكون بارده و هادئه مع مسحة الذكاء على وجهه، و احياناً الملل او التوتر، ذو غنة في صوته .. و بالطبع علاقاته الاجتماعيه جيده ، لديه العديد من الاصدقاء، و بالطبع اشعر انه سعيد .. هذا ما وصلني منه او ماورد في ذهني.
لكم أن ترون أن أحبّ من بعيد، ان اعرف الحياة الشخصيه لإحدهم من بعيد!
طبعاً هو مهتم لي، أوكد ذلك .. لكنه لم يبادر .. و انا لأنني خجلت لم ابادر ، لأنني خفت ان اُقابل بالرفض لم اُبادر، وهكذا .. مر الأمر بيننا .. و انتهى وانا لم اقل له .. انه كان شيئاً سعيدا في يومي، شيئاً يشعرني بالحماس لأستيقظ صباحاً و أراه .. لكن ذلك انتهى وهو لم يعرف.