والصُّبح إذا تنفّس.. أخبر قلبك المنكسر وعينيك الباكية، وفكرك القلق أن الليل بظلمته قد زال، وأن الشروق آية التجديد وإيقاظ الوعد مع الرب مادامت الأنفاس موجودة والجسد في حراك والقلب نابضًا، ثم الله رحيمٌ بك أكثر منك على نفسك، وإن نزل بك الضر ففي قلب الضر أجر وألطاف، وإن الطير حين فَقَه التوكل كل صباح فرزق حتى شبع وقر، فتنفّس،وانطلق في ميادين الحياة متسلحًا بالتوكل ومتسربلًا باليقين، وخذ من كل ذكر لله شهيق رحمة، وسله أن يفتح عليك وينصرك ويبارك لك، ويهديك السبيل ويكون نورك قرآنًا، وأن يرزقك، واصطحب معك في حزنك، {وَمَا تسقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلّا يَعلَمُها} فالذي يعلم الورقيات الصغيرة سيعلم دمعتك المريرة فاتكئ بكل قوة على الآية، فالله يعلم كل كسرٍ فيك، ويعلم كل دمعةٍ جرى، وكل كفٍ رفعت، وكل نبضة نضت، بل يعلم ما لاتعلم أنت عن نفسك، وإن الله عظيم لم يخلقك ضعيفًا، يغفر لك ذنبك ويعطيك على جهلك وفقرك ثم يتركك مكسورًا الله وحده هو الذي سيطببك فلا أمل إلا فيه فتوكل عليه، ولذ إليه ولا تغفل عن أوقات الغنائم ، فإن البركة في البكور، وخير الصفوف أولها، وأعلم أنك لن تدرك المفاخر إذا رضيت بالصف الآخر، وإن ربك أخبرك أن الصبح فيه تنفس وحياة جديدة بعد سكون الدجى فلاتيئس ولا تبتئس بما أصابك من بلاء، فوض أمرك، ووكله فإنك إن وكلت القوي، نصرك على أعداءك، وكشف بلاءك وتولى كل أمورك، فكن مع مولاك تغنم وتسلم ♥️🌸