إلي تلك العنين الجاحظتين في جوف الليل تتلو كتاب ربها، وتحسس الزاد، لا تسأل من المخلوق وتجثو على ركبتيها للخالق، قد شغلها أمر دينها في صحوها ونومها، ربما لايرى تمعر وجههم، ولا يسمع أنينهم أحد، أضاءت دمعهتم في خلوتهم ليل ظلمتهم، يسألون الله الغنيمة من كل خير، يرفعون أكفهم لمن يحبون يستنزلون لهم جند السماء، يسألون من الله المدد ومنه الغلبة، وبه العون، إلى أنفاس تهدجت لئلا يضيع الناس أجر الطاعة، فنصبوا أنفسهم وتدًا، كلما اضطرب الخلق كانوا كالنجوم تهدي مسير الحائرين، إلى هؤلاء الذين لم يعبأوا بزمهرير الدنيا فقاموا بالذكر تحت رياح الأسحار الباردة، ليدفئ قلوبهم وعسى أن تملأ صدورهم بها من ريح الجنة، إلي كل من أبكته آية، وأرقه ذنب، فرفع كفيه له وللناس، إلي كل من جاءه القلق فهزمه بالذكر، إلى الذين أصابتهم الشدة فلم تخيفهم، إلي من ابتلي بتجني الفاجر الظالم فما زاده إلا تشبث، وشبّت أغوار الغيرة في نفسه على هذا الدين، إلى البلايا التي جاءت مكشّرة لعبادٍ دعوا إلى الله ، فعادت بمنّة الله منكسرة منحسرة..
إلى كل من رأى نفسه على ثغر فوقف لأجل مولاه، لا يبالي بالخلق، ولا يستصغر أي حسنة تقوده للجنة، غدًا يكشف الله لكم عن صحائف زينت بالإيمان والتقوى!
إلى "الرباط" الذي اختاركم راكباً يطوي لكم الطريق إلى ربكم، ذلك الرباط الرباني الذي وضعه الخالق عزوجل عندما ارتضى لكم الإسلام دينًا
إليكم جميعًا : إنما أمامكم الكرامة، وبأيديكم يلزم الناس الاستقامة ويلحق من معكم بمواكب الفخر، وقوافل السموّ، ورضا الله الكريم عنكم ..وعنهم
فارفعوا كفكم، وادعو ربكم، وبالنهار ادعو الناس لربكم، وعلموا أقدامكم ثنية الأسحار، وكفيكم السؤال، فقد وعدكم بالنوال
فحياة تلك الأمة في المحارييب!!
عسىٰ أن يكشف الغمة ويرفع عن الأمة الغمة
اللهمّ ارزقنا زيارة بيتك الحرام ♥️🖤🤲