في عطلة نهاية الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الجمعة، طلبت مني زوجتي (أم راشد) أن أصطحبها الى دبي مول لشراء غرض لم تجده في مكان آخر، طلبت على مضض و هي شبه متأكدة من رفضي لعلمها التام بأنني لست من مرتادي المراكز التجارية المغلقة و لا أملك هوس الشراء و لا الدخول في زحام الناس و رؤية المناظر التي تستوقف عقلي و تفقدني الادراك و أنسى أنني في دولتي و (المفروض) بين أهلي و ناسي، و في أغلب الأحيان أشعر بالغربة بين هؤلاء الألوف من الناس فقط لأنني أرتدي الثوب العربي و الغترة و العقال و حدث معي أن استوقفني عدد من السياح للتصوير معي لأنني في مظهر مختلف عن البقية. 

المهم أني لم أستطع رد طلبها بما أنها ليست زوجة متطلبة، و ذهبنا الى دبي مول، و لكن الغريب في الموضوع أنني لاحظت وجود أناس غير الذين رأيتهم في المرة السابقة، رأيت الغالبيه العظمى يشاركونني في الملامح و طريقة اللبس و اللغة العربية هي اللغة السائدة في المكان بعكس المرة الماضية، و رأيت أنهم اخواني من دول مجلس التعاون الخليجي و خاصة من المملكة العربية السعودية و دولة الكويت الشقيقة، معظمهم مع عائلاتهم و كذلك لاحظت وجود عدد أكبر من اخواننا العرب، و هذه المرة الأجانب كانوا هم الأقلية! طبعاً أنا لست ضد الجذب السياحي من كل دول العالم و لكن فرحتي الكبرى هي في رؤية أبناء عمومتي من دول الخليج و كذلك اخواننا العرب و المسلمين، لأول مرة لم أحس بالغربة بينهم و كنت أتبادل الترحيب معهم في صمت بلغة النظر.  أدركت حينها بأن هناك مواسم للسياحة خلال السنة الواحدة، فالأوروبيين لهم موسم و هناك موسم آخر لدول شرق آسيا، أما الخليجيين فهم يشاركوننا في اجازاتنا التعليميه و الدينيه، و هذا هو موسمهم.

لن أخفي عليكم بأنني لن أغير من طبعي لأصبح من مرتادي (المولات)، و لكن بمجرد علمي بأننا و لله الحمد أصبحنا الوجهة الأولى للسياحة في الشرق الأوسط تكفيني، و هذا ما رأيته و لمسته من خلال زيارتي التاريخية لدبي مول، فأهلاً و سهلاً بأهلي و ناسي و أدعوا الله أن يديم علينا نعمة الأمن و الأمان في ظل حكومتنا الرشيدة و أولياء أمورنا المخلصين حفظهم الله، و أن تكون دبي دائماً و أبداً ملتقى شعوب العالم و خاصة اخواننا في الدين و العرق، ومرحباً بكم بين أشقاؤكم.