هذا العزل الذي نعيشه، هو أكثر ما يوضح لك فرصة الاختبار الدونياوي، هو فرصة لفك ارتباطنا بما نظنه الحياة.. لأجل الحياة!
فرصة لك لتقف على نفسك قليلًا وتعود إلىٰ ربك بالتوبة والإنابة، قبل العودة له للحساب والثواب أو العقاب، حركة الحياة السريعة التي قد أنستك الأنس بمولاك، وشغلك بحال غيرك ومقارنات الدنيا، اليوم جاء الوقت، لتنظيف الدواخل، للفطرة الحسنة، لترتيت الأولويات فرصة لتفهم حقيقة الحياة، وقيمة النعم التي تراها بسيطة، فتحمد الله على كل أكلة وشربة، وبسطة وقبضة، تفهم قيمة الأهل والأحبة، وسماع الأذان ونعال المصلين
فرصة لتهذيب الأنفس من الكبر والبطر والغرور، وتدرك قيمة نفسك وأنفاسك أمام مولاك العظيم!
فرصة لكي تعلم أن هؤلاء الذين فزعوا من فيروس عظيم لا يرى، وآمنوا بوجوده من أعراضه
أولى بهم الإيمان بالذي لايرونه، وخلقهم وهداهم وشفاهم وعفاهم!
فرصة لتدع الآيات تنساب في عروقك استشعر بها ليتفتح قلبك ويزهر على رمضان
أوليس سمى القرآن بالغيث ولاينزل الغيث إلا ويعقبه ربيعًا
هذه فرصة لتعلم أن ربك يريد سماع دعواتك وتوبتك وأوبتك ويغسل حوبتك
كل هذا لتفهم "إن إلى ربك الرجعى" ... كل هذا لتعلم ضعفك، وفقرك، لتتقرب وتسجد
الله ما كان ليعذبك وأنت مستغفر راكع ساجدٌ متضرع.. هذه الدروس مخطوطة على جدارن الزمان، حتى نفهم أننا نفر من قدر الله إلى قدر الله...
كلنا كان لدينا دعوات ندعو بها، واليوم تبدل الحال، وأصبح الحال غير الحال، كلنا لدينا آمال و مشاريع، فجأة كل شيء توقف حتى نعلم أن الله قدر أن يقيم الساعة ويبعث من في القبور بكلمة كن فقط!
"فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
كل هذا لتعلم أن حقيقة الدنيا هي العبادة
وعليها تقوم العلاقات كلها.. فيا ابن آدم نفسك نفسك، دينك لحمك وعظمك، وإياك والتسويف، وخذ من عباداتك في الصحة لأجل وهنك..
وأعلم أن الله خلقك للعبادة فإياك إياك إن نزل البلاء والعذاب قسى قلبك وغفل جفنك عن مراد الله فيك، وما أبرئ نفسي!