أولا و قبل و كل شيء أنا لست شخصا مثاليا و لا أدعي المثالية من أساسها فمهما حاولت أن أكون مثاليا فلن أستطيع أن أكسب ود الجميع من حولي فهناك الكاره و الناقد و المثبط في حياة كل إنسان ناجح أو لازال يسلك طريق النجاح أو أي شخص يطرح فكرة أو مجموعة أفكار تساعد في تقويم إعوجاج هذا المجتمع.. لا علينا فهذه مجرد نظرة شاملة حول موضوعنا و الذي هو عن فكرة لا أظن أنها تنفصل عن فكر أغلب طوائف المجتمع في سن الشباب ألا وهو السن الذي يكتشف فيه الشاب ذاته و يعتمد على نفسه في تدبير أمور حياته و إتخاذ أغلب قرارته فيبدأ في رسم قائمة أحلامه و طرق العمل على تحقيقها لضمان مستقبل بدون شقاء تتوفر فيه جميع أنواع الراحة من نفسية إلى مادية إلى جسدية.. يدور تفكير أغلب شباب هذا المجتمع في أن يتحصل على عمل يحصل من خلاله على أجرة عالية و سيارة فاخرة و إمرأة جميلة كي تكون زوجة له و يكون معها أسرة.. أتبني مستقبلك و أو تراهن على حياتك بثلاث محطات ستصل إليها بطريقة أو بأخرى حتى و إن ركبت القطار متأخر ستصل لا محال فالتأخر في الوصول خير من عدمه. فكر خاطئ تماما يغزو تفكير الكثيرين لأن في بداية الأمر سيكون كل شيء على ما يرام و يقدم صورة واضحة نقية لا يعيبها شيء لكن بعد مدة ستتأزم الأمور شيئا شيئا إلى أن تصل لنقطة اللاحل فهنا تظهر شخصية الفرد الحقيقة حينها سيدرك أنه قد كان مخطئا منذ أول قرار إتخذه و المشكل الأصعب هل سيتحكم بالمقود و يعيد حياته إلى الطريق الصحيح أم أنه سيصتدم حيث لا مجال لتصحيح ما فات. المسكن المريح و السيارة الفاخرة من حق كل شاب أن يحلم بهما ففي حقيقة الامر كلاهما نافعان و يضفيان على حياة الشخص رونقا و و هيبة.. و أنت في طريقك نحو تحسين ظروف معيشتك و إعطائها أبهى صورة لتقابل بها غيرك عليك أولا التفكير في من ستكون شريكة و سندا لك في الحياة فمعظم من يفكرون حاليا في الزواج همهم الوحيد إشباع رغباتهم الجنسية ليس إلا فقبل التفكير في أن تضاجع جسد زوجتك عليك مضاجعة عقلها و تفكيرها لتنتجوا، لتبدعوا, لتخلقوا شيئا جديدا مغايرا لما عهدناه. جسد زوجتك الذي يفتنك في سن السادسة و العشرين سيترهل و يذبل مع مرور الوقت و إنجابها للأطفال، مشاركتها طاولة الغذاء و العشاء و ذهابكما للتسوق سيصبح أمرا روتينيا و ستضجر منه طالت المدة أو قصرت.. ستصل إلى مرحلة الملل الزوجي و الملل من الملذات التي كانت في يوم ما هي أسمى أحلامك. لا أحبذ ذكر كلمة أحلام بل أفضل مصطلح أهداف فهو يشحنك بطاقة إيجابية فتطلق العنان لتحقيق أهدافك.. فل يكن هدفك إختيار شريكة تفكيرها لين قابل للتأقلم مع متغيرات الحياة فالجمال وحده ليس كافيا ليضمن لك عيشة هنيئة.. أساس بناء العلاقة من الطرف الثاني يجب أن يبنى على أساس التخلص من الروتين بل و القضاء عليه فبإمكان الزوجان أن يمارسا نشاطا جديدا كل فترة معينة برسم برنامج محكم يدخل حيز التنفيذ ما إن تجهز له أرضية العمل.. أليس إكتشاف العالم أهم من الجنس ألستما قادرين على صنع التغيير في هذا العالم بتأليف كتاب أو موسوعة أليس من الافضل العمل على مشروع مربح يضمن حياة كريمة لأبنائكم أليس تطوير ذاتكم أهم بكثير من التجوال في الأسواق بشكل يومي روتيني. بمجرد القيام بأفعال مختلفة و محاولة تطوير ذاتك و إستغلال قدراتك فبدل أن تمتلك مسكنا واحدا و سيارة واحدة ستمتلك من كل وحدة عشرات فبالتفكير تزداد ثراءا.

تذكر أنه عليك التخلي عن نعت شريكة حياتك "بالزوجة و فقط" و إعتبارها أداة لخدمتك و دمية لإرضاء رغباتك بل لقبها بالسند و الصديقة و الصاحبة و المرافقة.. تأكد لن يكون عمرك كله ربيعا فاختر من يكن في خريف العمر لك سندا.

بقلم السبع زيد