هذا عنوان لمقالة صحفية نشرها الأستاذ الدكتور أحمد بن سعادة، كرد لمقال  (Fabien Deglise)، الصحفي بصحيفة (Le Devoir) الكندية، حيث اثار فيه قضية اللعب على وتر المعارضة الجزائرية بكندا ومحاولة تضخيم حجمها وتأثيرها السياسي، دون الإشارة الى تيارها الأيديولوجي، وكأن المعارضة هي تيار واحد وايديولوجية واحدة، وهذه واحدة من المغالطات التي تحاول بعض الأقلام الترويج لها، وإظهار المعارضة الجزائرية بالخارج، (ان صح تسميتها بذلك)، وقد يبدو الأمر وكأنه يتعلق بالسعي الى إيجاد مكان آخر مؤثر لما يسمى المعارضة الجزائرية عوض الجغرافية التقليدية لها وهي فرنسا.

وفي مقال الأستاذ بن سعادة يسعى الى الكشف عن التلاعب اللفظي ومحاولة ايهام قراء الصحيفة ان الأمر يتعلق بمعارضة حقيقية ببعد أيديولوجي واحد، وفي البداية يقر الأستاذ بن سعادة أن صحيفة الـــــ Le Devoir هي واحدة من أكثر الصحف احتراما والتي تصدر بكيبيك الكندية، والمعروفة بحيادها وعمق تحليلاتها، وتعتبر مؤسسة في مقاطعة لابيل. (ٍBelle Province)، لكن في بعض الأحيان تحدث انزلاقات أو هي استثناءات يمكن ان تخرج الصحيفة عن حيادها لتلقي بالقارئ قي أتون صراعات أيديولوجية غامضة، وهذا هو الحال، على سبيل المثال، لمقال السيد فابيان دجليس بعنوان "الانتخابات الرئاسية الجزائرية مرفوضة من جانب جزء من الشتات". يستخدم المؤلف عبارات وكلمات مأخوذة من عريضة موقعة من قبل "أكثر من مائة عضو من الجالية الجزائرية في المهجر حول العالم".

يوضح الأستاذ بن سعادة في مقالته هذه أنه لن يخوض في مجال التحقق من الحقائق لأن نص السيد دجليس مليء بالأشياء الشائعة والكليشيهات التي لم يأخذ الوقت الكافي لقياس حجمها أو سخافتها، ليكتفي بتسليط الضوء على الجانب الأخلاقي المهني الذي، يفتقده السيد فابيان بشدة في أطروحته الطويلة حسب رأي الأستاذ بن سعادة الذي يكتب:

لنبدأ بالعنوان أولاً، وإذا اعتبرنا أن الجالية الجزائرية في الخارج يبلغ عددها عدة ملايين، فماذا يمثل “أكثر من مائة فرد من الجالية الجزائرية في المهجر حول العالم”؟ هل هو حقاً "جزء من الشتات" أم كمية لا متناهية من هذا الشتات؟ ومن ناحية أخرى، يعطي السيد دجليس الكلمة لثلاثة أعضاء من هذا الشتات المقيمين في كندا، فماذا يمكن أن يمثله هؤلاء السادة إذا علمنا أن الجالية الجزائرية تتجاوز 100 ألف في مونتريال وحدها.

وسواء كانوا "المئة" أو "الثلاثة"، فإنهم لا يمثلون سوى رأي واحد: معارضة جذرية ودائمة للحكومة القائمة في الجزائر، ومع ذلك، هناك مجموعة من الأشخاص الذين كان بإمكانهم إصدار حكم معاكس تمامًا لهؤلاء الملتمسين الذين أخذ السيد ديجليس كلماتهم على محمل الجد.

ألا يظهر الصحفي من صحيفة لو ديفوار تحيزا لأطروحة هذه الأقلية؟ ومن خلال تصرفه بهذه الطريقة، شارك السيد دجليس ببساطة في التوقيع على عريضة "أعضاء الشتات الجزائري في جميع أنحاء العالم" وارتدى سترة معارضي الحكومة الجزائرية، فهل هذا هو دور الصحفي الذي يستحق هذا الاسم؟ والأكثر من ذلك، صحفي من لو ديفوار!

سيد دجليس، وفقا لأخلاقيات الصحافة، أنت مطالب بإعطاء الكلمة للطرفين المتعارضين، والأمر متروك للقارئ، وهو وحده، المسؤول عن تكوين الرأي، وبالتالي، حتى دون تناول موضوع التحقق من الحقائق حيث يكون "الضرر" أكثر خطورة، فإن مقال السيد دجليس متحيز بشدة ويترك شبهة التواطؤ مع "الثلاثة" الجزائريين من كيبيك، بل إنه ذهب إلى حد وصف أحدهم، وهو رابح ملا، بأنه "ناشط ديمقراطي جزائري". هل يمكن أن يوضح لنا كيف تمكن من الحصول على لقب "النبالة" هذا الذي يدعم نصه؟

هل يعرف السيد دجليس شعار صحيفة لو ديفوار؟ إنها "حرية التفكير" وليست "حرية التفكير بطريقة واحدة".