لا أتذكر اليوم الذي دعوت فيه على نفسي بالموت ! كان ذلك منذ أمدٍ بعيد .. تمسكت بالحياة بكلتا يدي وبكل ما أُوتيت من قوة حتى أني خشيت الموت مرارًا، حتى أني دعوت الله أن يطيل في عمري أعوامًا عديدة .. 

لكن اليوم ! الآن ؟ دعوت على نفسي بالموت بين أذان الفجر وإقامته .. دون ندم، مع أمنية أن تكون السماء مفتوحة ويُستجاب دعائي، أن أنام ولا أستيقظ. 

سئمت من أشعر بالسوء تجاه نفسي، من أن يقنعني أحدهم بتلك الفكرة وأصدّقها، أن يستمر بشرحها وتكرارها مع كل نقاش، أن أكون حدبة في ظهر من أسند رأسي على كتفه، أن أحاول وأحاول ثم لا شيء .. هباءًا منثورًا ! 

حزينة جدًا على نفسي وقلبي مُحطّم لأشلاء وكأني لن أخرج من تحت أنقاضه هذه المرة ! عيناي لا تستطيع البكاء حتى، فقط ألم فؤادي من يستطيع التعبير عن عمق حزني .. 

إن كانت هذه الحروف هي آخر ما أكتب حقًا فإني مُستاءة جدًا من توديعي لهذه الحياة دون أن أعيش تلك اللحظات التي انتظرتها طويلًا، أن أذهب بعدما تجرّحت يداي من حبال الحياة، أن أرحل بسبب ثقل كلمات من اعتدت على إسعاده لي، أن أترك خلفي عائلة تتألم لفقدي، لكنّه أمر الله والحمدلله على كل حال 🤍.