بقلم: محمد دومو
العبرة لذوي الألباب
لقد أصبح الإنسان لا يساوي شيئا آخر غير هذا الخوف والارتباك والعزلة التامة بفعله هذا، لكي لا يصيبه هذا الفيروس الصغير جداً، سقط جبروت هذا الإنسان المتعجرف والعارف والمحب للشرور لأخيه الإنسان، سقط بكل قواه الواهمة على الأرض مستسلما لا يعرف ماذا يفعل، والعدو هذه المرة ليس بدولة ولا بجماعة ولا حتى بتنظيم سياسي أو عقائدي..الخ
هذه المرة العدو هو هذا الفيروس الضعيف جدا، الذي لا يساوي إلا بضع جزيئات لا ترى حتى بالعين المجردة، إن لم نراها بالميكروسكوب.
أين قوة الدول العظمى أمام هذا الضعيف كورونا، واين هذه القوى بكل أشكالها أمام هذا الفيروس الضعيف الذي لا يقدر حتى على مقاومة بضع درجات حرارية.
لقد خر على الأرض مستسلما هذا الإنسان بتعجرفه، بجشعه، بلا مبالاته، وبكامل قواه من أموال وسلطة..الخ
فلا بدّ من أخذ العبرة يا صاحب العقل، وحاول أن تكون أكثر إنسانية عن ما مضى، واعلم أنك ضعيف جداً في هذه الدنيا، لأن القوة ليست من صفة بني الإنسان. وإنما هي صفة للخالق الرحمان.
والدواء لهذا الوباء هو أن تكون أكثر إنسانية وانت تتعامل، أكثر تحضرا في الوسط الذي تعيش فيه، وأن تكون حذرا أيضاً من هذا الوباء، ولكن لا تنسى انك ضعيف مهما بلغت من القوة، لان هذه الأخيرة سوى وهم يزيل بين عشية وضحاها، وأعلم أن: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. صدق الله العظيم.