هل حان الوقت كي نلتقي الحرية الحقيقية بسواعد شبابنا المناط بهم مسؤولية تشكيل الغد
وحماية الخصوصية الثقافية الفكرية والحضارية من الغرب
الذي تملأ رفوف مكتباته خرافة أنه يمثل المركز وأن غيره يمثل الأطراف

ولأن العقدة العميقة في أغوار بنية التكوين النفسي والفكري الغربي
والروح المتعكزة علي الشعور بأنهم شعب الله المختار لا تتوقف

يستخدم الغرب جميع مناهج وأدوات تزييف التاريخ والمغالطات
التي تعتمد على أسلوب لوي أعناق الحقائق بدافع إخفاء
أيديولوجية تاريخهم المبنية
علي استعمار الشعوب والمجتمعات من جهة
وسعياً لتمزيق المنطقة العربية ومحو القومية والهوية من جهة أخرى

كذلك النظريات الغربية السطحية التي تتصور أن العرب مجرد دجاج
يمكن تقسيمه وتقطيعه بسكين باردة وتوزيعه هنا وهناك

ولان حدوث ذلك أمر مستحيل لدول مستقلة ذات سيادة دولية
فأن الأنظمة الفاشية الغربية تتنقل وتتطور
وتطلق لعبة الغزو الثقافي كوقود مستدام
من خلاله تندلع حروب النار وتختلق ساحات المعارك تحت مسميات مختلفة
بدءا بحقوق الإنسان وتمويل الإرهاب من خلف الستار
والديمقراطية المستأجرةلإخفاء قباحة العنصرية الغربية والجشع والخداع
وانتهاك سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية من دون قيد أو شرط

وهناك من يتلقف هذه الفتن بمجرد أن تولد لتأخذ حيزالتنفيذ فيما بيننا
وهذا ما نراه الآن على كافة المستويات بدءا من التباهي بالانجليزية الركيكة
ولست ضد تعلمها لانها تفتح منافذ على العالم ولكن لا يكون ذلك بالعزوف عن اللغة العربية العظيمة
لغة القرآن الكريم والأخطاء الإملائية الفادحة من خريجي الجامعات
ومرورا بالغطرسة الفكرية العارية من أبجدية الوعي الثقافي
والجهل بمبادئ الدين حتى الجحود الوطني المخجل
والاستهزاء بالهوية و السخرية من حضارة يقف لها العالم احتراماً وتبجيلاً

وفي ظل هذه المغالطات تجد روح الاستعلاء والاستكبار المقيت والتميز الموهوم بأن الغرب مثالي
وينبغي الاقتداء به وكأنها ديانة منزلة من السماء !!

وهى لا تعدو أن تكون نوعاً من التهور والازدواجية الفكرية والغرور
الذي يفتقد العمق المتعلق بالخصوصية الثقافية العربية الأصيلة التي بنت حضارة بني الإنسان

فنحن البيئة الحاضنة للحضارة الإنسانية
والجذور العميقة التي اخذ منها الغرب
العلم والعلوم والطب والهندسة والفنون والثقافة والفكر المستنير

ومن يعارض فليبحث في القرآن الكريم الذي نزل منذ أربعة عشر قرن
ليجد فيه أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي تشتمل أسسها الفكرية والنفسية على حاجات الحياة كلها
من مختلف الجوانب الروحية والجسدية
والمادية الفردية الاجتماعية والعلمية والعملية
  وهى الحضارة الوحيدة التي تمنح الأمم الصورة المثلي
التي تتوق إليها في الرقي

  • وستجد إشارات واضحة في القرآن الكريم
    إلى الجانب الحضاري للأمم الماضية وتأثيرها على سير المجتمعات والأفراد
    كالحضارة الفرعونية وعاد وسبأ وغيرها وازدهار الحضارات واستمرارها وبقائها من الجانب الحضاري
    وقد ظهر ذلك جلياً من التراث الضخم الذي خلفه المسلمون في كل مجال

    كالطب والهندسة والجبر والرياضيات والصيدلة والفلك والسياسة والاقتصاد
    والنباتات والزراعة والجغرافيا والموسيقى والفلسفة والكيمياء
    والأدب وعلوم اللغة والنحو والبلاغة

    فكل الاصوال والأساس من العرب

    فإذا أردت معرفة الشامل للأخلاق وكل أنواع التقدم الاجتماعي والفكري والثقافي عليك بحضارة بلادك
    نحن لسنا بحاجة إلى تقليد الغرب لأنه اخذ عنا
    وما نحتاج إليه هو التطبيق للحضارة
    التي أثرت تطبيقاتها في سائر الأمم التي لم تدن بالإسلام
  • وكأي مواطن ارفض جميع أشكال التسلط والاستبداد واحلم بالتقدم وانشد إصلاح الحكم والسياسة
    ولكن حين تحاصرنا أنواع الكوارث التي تقض مضجعنا وتؤرق اطمئنانا
    علينا أن نواجه اى استفزاز يسعى حثيثاً ليردنا صرعى ليصل بنا إلى الزوال من خارطة الحضارة
  • أما أن أن نستسلم ونفقد أصالة هويتنا وشخصيتنا الحضارية
    فهذه ثمرة تجنيها سلبيتنا الذاتية

    فكل تخلف مضاد للتقدم ليس من الحضارة الإسلاميةفى شئ