على مدى 17 سنة والمعممون العراقيون بكافة الوان الطيف,محففو الشوارب ومطلقو اللحى (الثيوقراطيون)الذين يمتهنون السياسة يمارسون الدمار الممنهج لبلدهم,اخرجت البلاد من الفصل السابع لكنهم مرتمون في احضان المستعمر,يغرونه بالبقاء بكل السبل,لان في بقائه بقاءهم,يقيم قواعده العسكرية في كافة انحاء البلاد.يقوم المستعمرون بزيارة جنودهم ولا يأخذون اذنا من السلطات المحلية,بل لا يعطونهم خبر,ولا يعلمون ما تحوي تلك القواعد.
حشود ميليشياوية وصحوات بديلة عن الجيش النظامي الذي كان يعد احد اقوى جيوش المنطقة تسليحا وتدريبا والذي حلّه بريمر,هل يعقل عجز نخبة حاكمة توفرت لها كافة الامكانيات خلال المدة الماضية عن تكوين جيش ولاءه للوطن,المؤكد انهم لا يريدون ذلك,بل تكوين عصابات اجرامية مسلحة تخدم مصالحهم.
اجتاحت داعش كافة المناطق الشمالية والشرقية وباتت على تخوم العاصمة في بضعة ايام,لم يفلحوا في صد التنظيم,المنطقة الخضراء المقدسة غير امنة,استجدوا سيدهم الامريكي(التدخل) لأنهم يدركون جيدا ان التنظيم من صنع الامريكان,كما هم (الساسة),بمعنى انهم وداعش ابناء عمومة خرجوا من رحم واحد, يحملون نفس الافكار مع تباين في التطبيق وهي ان لا تقوم للبلد قائمة ونهب كافة مقدراته,وليذهب المواطن المسكين الى الجحيم,الاكراد يريدون الاحتلال الامريكي بصفة مستمرة, غالبية السنّة يشاطرونهم الرأي وعذرهم في ذلك احداث توازن قوى او توازن رعب مع الايرانيين الذين يزمر لهم غالبية الشيعة.
لوّثوا منهاج الديمقراطية بابتداعهم مصطلح الكتلة الاكبر بعد اجراء الانتخابات للفوز بتشكيل الحكومة والتي بجميع الاحوال لن تخرج من براثنهم,انه العهر السياسي يتجلّى في ابشع صوره. فأنتجوا حكومات محاصصة,رئيس جمهورية بلا صلاحيات بل شاهد زور,كافة السلطات استحوذ عليها رئيس الحكومة,اما عن رئيس المجلس النيابي فانه مجرد ضابط جلسات,ان توافق الافرقاء(الكهنة) اكلوا الزرع وان اختلفوا دنسوا الأرض ودمروا البنى التحتية,لقد تمادوا في قهر الشعب وانتهاك حرماته.
من كنا نعتقد انهم خارج القيد الطائفي ويسعون الى لمّ الشمل واسترداد هيبة الدولة,اذا بهم يخيبون امالنا,وأظهرت الأيام ما كانوا يخفونه في صدورهم,لتنكشف اساريرهم الحاقدة الدفينة على الشعب العراقي,اوعزوا الى اذنابهم للخروج الى الساحات لأجل وأد الحراك الشعبي بمختلف المناطق الذي يضم كافة الاطياف المنتفض في وجوههم,لأنهم حرموه من ابسط الحقوق في العيش بعزة وكرامة فوق ارضه الحبلى بكافة الخيرات,وان الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ما هي إلا شعارات زائفة للوصول الى السلطة.
لقد جعلوا من العراق ساحة للصراعات الإقليمية والتي بدون شك ستساهم في خلق الفتن بين المكونات العرقية والمذهبية والطائفية,ما يجعل استعادة العراق كبلد اشبه بحلم.انه بلد تتقاذفه الأمواج المتلاطمة من كل جانب.الحرب على تنظيم الدولة اكذوبة باهظة الثمن فالغرب صنعها ولا يمكن له محاربتها بل يسعى للإبقاء عليها ليستمر النزيف ماليا وبشريا.
ندرك ان مهمة تغيير النظام الطائفي والمذهبي الضارب اطنابه في العمالة والخيانة,ليست باليسيرة وذلك لارتباط القادة المحليون بأسيادهم بالخارج,المنفذون لأجنداتهم الداعية الى إقامة الفوضى المستديمة,وقد انطلق من العراق مسلسل الشرق الأوسط الجديد,انهم مجرد بيادق ,ويبقى للشرفاء وأحرار الوطن كلمة قد تكون من رصاص ان لزم الامر,تقطع دابرهم وتجتثهم من عروقهم.