في الحياة بصفة عامة توجد عدة ايديولوجيات، وكل شخص يختار ما يرتاح فيه ... فهناك المتعصب لإيديولوجيته، وهناك المنفتح على ثقافة الآخرين من أجل تعلم أي شيء جديد يفيده في حياته.
كرة القدم لا تقل عن الحياة، ففي عالم المستديرة يوجد عدة ايديولوجيات، بالتأكيد هي ليست متناحرة كما في عالم السياسة، لكنها تختلف فيما بينها ... فجوهر الإيديولوجيات في كرة القدم يكمن في نجاحها كلها بالرغم من اختلافها !
لهذا فالمثالية منعدمة في عالم المستديرة، و كل الطرق من الممكن أن تنجح كما من الممكن أن تفشل ... ببساطة هي مسألة ذوقية، والذوق يختلف من إنسان لآخر .
كلوب اعتنق الإيديولوجية الهجومية في كرة القدم، رأى نفسه فيها، بل اجتهد ليعطي لنفسه أسلوبا خاصا أصبح يميزه عن الآخرين ... ليصير حاليا أفضل مدرب في العالم بدون منازع .
لكنه يمتلك سلبية سيئة جدا وهي أنه لا يعترف بالهزيمة أو إن صح التعبير لا يعترف بأخطائه، فليست أول مرة يقوم فيها بمهاجمة معاكس لأسلوبه ... فكان قد هاجم مانشيستر يونايتد في مباراة الاولد ترافود في معقل الشياطين بسبب التحفظ الكبير الذي نهجه سولشاير، والآن يكرر نفس الأمر ويهاجم سيميوني ذهابا و إيابا ؛ ،ونهيك عن تصريحاته العجيبة، فهو مره يتهم الرياح ومره يتهم المنافس بأشياء خارجة عن إطار كرة القدم !
حين يكون المدرب لا يعترف بأخطائه ويعتبر اسلوبه هو الأسلوب الوحيد الصحيح في العالم، فبالتأكيد هو على خطأ ... فنهج سيميوني قد نهجه الكثير و حققوا به ما يسمى بالمستحيل، وخير مثال أتلتيكو نفسه، من فريق يصارع من أجل البقاء إلى فريق أصبح عملة صعبة في الليغا و ذات الأذنين.
غوارديولا في تصريح تقريبا لخص كل شيء :
"إذا كنت أعتقد أن البقاء لتسعين دقيقة في الخلف سيجعلني أفوز في النهاية سأفعل ذلك، صدقني سأفعل ذلك، لكنني لا أعتقد ذلك" .
"إذا كان بعض المدربين يعتقدون هكذا فهذه ليست مشكلة، لن أنتقدهم بسبب ذلك، لكنني لست مستعدا لفعل أمور لست مؤمنا بها" .
ببساطة هي أمور تتعلق بالإيمان فبيب لم يؤمن بتلك الديانة، لهذا من الصعب الاستعانة بمبادئها، لكن في نفس الوقت ليس ضد تلك المعتقدات بل يحترمها و أكثر من هذا يثني عليها ... أجل نظريا يوجد هناك تناقص، لكن غوارديولا يعلم جيدا أن لاشيء مثالي في كرة القدم، فأي ايديولوجية في هاته الأخيرة ستقودك لمنصة التتويج.
وأيضا هناك تصريح جميل لساري حول أكثر الفرق التي ألهمته وتأثر بها ؟ ليجيب الرجل ... فودجيا زيمان وكييفو ديل نيري ؛
لكن الصحفي استغرب لأن هناك تناقض كبير في الجواب، فالمدربين بفلسفتين مختلفتين، زيمان رجل هجومي متطرف جدا، أما ديل نيري فمدرب كلاسيكي يعتنق الدفاع !
ساري قال أنه ذهب إلى هذا الثنائي للتعلم، فقد أخذ من زيمان طريقة إستحواذه وسرق من ديل نيري طرق الدفاع .
في الأخير كرة القدم عالم لا أحد يملك فيه الحقيقة ولن يستطيع إمتلاكها، فهي أساليب عديدة و ليس هناك أسلوب أجمل من الآخر، كل مافي الأمر أنها مسألة ذوقية و مادامت النتائج تحصد بإيجابية فليست هناك أي مشكلة ... لهذا لا ضرر في أخذ أو سرقت أفكار المدربين و تطبيقها على طريقتك، لأن كل شخص في عالم المستديرة يمتلك شيئا مختلفا !
فكل الطرق والخطط والإستراتيجيات تحقق لك الفوز ... لكنها أيضا قد تجعلك تخسر !