“التركيبة” هو عنوان اختارتة لسلسلة مقالات وخواطر هتكون مكتوبة بالعامية ،باللهجة اللى بنتكلم بيها فى حياتنا العادية عشان المعنى يوصل والأسلوب يكون سهل وسلس وبسيط على المتلقى، هتكلم معاكم عن النفس البشرية هنغوص مع بعض فى ابعادها عشان نعرف كل الأسرار والخبايا، ازاى نتقبل أوضاع معينه وازاى نخرج عن العادى والمألوف؟، المهم انكم بعد ما تقرأوا المقالات دى تخرجوا للحياة زى طفل مولود من جديد؛ معاكم كل المخاوف زي ما معاكم كل الفرص؛ تتعرفوا علي نفسكم وعلي الناس وكأنكم بتشوفوهم لأول مرة؛ تختاروا اختيارات جديدة وتمشوا في سكك مختلفة.
ملحوظة : نسيت أقولكم حاجه مهمه أوى، وانا بكتب المقالات دى كان عندى عدة مراجع كده، شوية كتب لدكتور محمد طه ودكتور كيرلس بهجت و يسرى الفخرانى واحمد خالد توفيق، عشان بس ماحدش يقول عليا سارق أفكار.
(التركيبة _3)
(اعلى درجات النمو النفسى)
امتي توصل لاعلي درجات النمو النفسي؟. لما تكون وصلت لرؤية الحياة بجوانبها الكتير.. الخير والشر.. الابيض والاسود.. الصح والغلط.. النجاح والفشل.. لما يكون عندك قبول للألم.. ألم قبول الفقد..ألم قبول التغيير..ألم قبول الموت.. ألم تقبل الأخر بكل عيوبه.. ألم مواجهة النفس بكل أخطائها..
هتوصل لدرجة من البصيرة والحكمة والتأمل.. اهم نقطة في الموضوع ان نضوجنا النفسي ده.. مرتبط ارتباط وثيق بأننا نتقبل”الفقد” نكبر ونشتغل ونتجوز ونخلف.. واحتمالات الفقد قائمة كل يوم.. كل ساعة.. كل لحظة.. نفقد طفولتنا وذكرياتنا نفقد العابنا واحاببنا واصدقائنا.. نفقد بيتنا وشوارعنا..
وساعات نهاجر ونفقد بلادنا.. ومهما حاولنا نضحك علي نفسنا ونهرب من الاحساس ده بشوية دفاعات نفسية عشان نخفف عن نفسنا الألم ده، هاتفضل الحقيقة هي هي مافيش منها هروب.. وهنكتشف بعدين.. ان السعادة مش بس حياة.. ده في الحزن والفقد برضه.. حياة.. او حكمة الحياة..
(الديرة المغلقة)
مش حلو انك تعيش جوة دايرة مغلقة.. لا حد بيدخل لك ولا انت بتخرج لحد، اوحش حاجة انك تفضل عايش لوحدك ومقتنع بكلام من عينة دماغي مريحاني او هو انا كده واللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه ياللا السلامه، لازم تشوف الناس عايشه ازاي؟.. بتفكر ازاي؟.. بيهتموا بإية؟..
لازم تستوعب ثقافاتهم و تفهم لغتهم، مافيش حاجه اسمها انا مقتنع برأيي وبس.. لأ فيه اراء تانيه احسن من ارائك، مافيش حاجه اسمها كل الناس غلط، بالعكس قفلتك وعزلتك هي اكبر غلط، حضرتك ماعندكش ثقه في نفسك، لو عندك ثقه اكيد كنت انفتحت علي العالم.. كنت استوعبتهم.. كنت هضمتهم.
بلاش تشوف ان وجهة نظرك انت بس اللي صح، عرفت منين انها صح؟.. جيبت منين معطياتك؟.. اصلا بنيت وجهة نظرك علي قناعاتك الوهمية اللي هي اساساً غلط، بص لو انت سعيد جوة دايرتك المغلقة دي ومبسوط اوي لانك انت الحاكم والقاضي والمحقق والمواطن، خليك كده واوعي تتغير،بس صدقني هايجي يوم وتعرف انك ماكنتش عايش، الحقيقة انت مسجون.. مسجون في دايرة من الوهم والعادات السلبية والظنون اللي مالهاش اساس.